نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 230
أموالهم، وهو في ذلك يحتج عليهم بالقرآن ويدعوهم صباحاً ومساءً الى أن يعارضوه، إن كان كاذباً.
واختلف أهل العلم في وجوه الاعجاز ما هي بين محسن ومسيء، فزعم قوم أن التحدّي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات، وإن العرب تكلفت في ذلك ما لا يطاق به، وهو مردود [1].
وزعم النظام أن اعجازه بالصرفة: وكان مقدوراً لهم، وهذا قول فاسد بسط القاضي أبو بكر في بيان إبطاله [2].
وقال الجمهور وقع التحدي بالألفاظ (142/ ... ) وهو الصواب، وقيل وجه إعجازه ما فيه من الاخبار عن الغيوب المستقبلة، وقيل ما تضمنه من قصص الأولين، وسائر الأقدمين، حكاية من شاهدها وحضرها، وقيل الأخبار عن الضمائر من غير أن يظهر ذلك منهم بقول أو فعل كقوله: {إذ هَمَّت طائفَتَان مِنْكُم أن تَفْشَلا} [3] وقال القاضي أبو بكر: ما فيه من النظم، والتأليف، والترصيف، وإنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب، ومباين لأساليب خطاباتهم، وقيل الاعجاز المختص بالقرآن يتعلق بالنظم المخصوص، فإن القرآن جامع لمحاسن جميع مراتب تأليف الكلام [4].
وقال السكاكي: اعجاز القرآن يدرك ولا يمكن وصفه كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وقيل الاعجاز فيه من جهة البلاغة لكن صعب عليهم تفصيلها [5].
وأجناس الكلام مختلفة منها: البليغ الرصين الجزل، ومنها الفصيح القريب السهل، ومنها: الجائز الطلق الرسل، وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود فالأول: أعلاها، والثاني: أوسطها، والثالث: أدناها وأقربها، فحازت بلاغات القرآن من كل قسم حصة، وأخذت من كل نوع شعبة، لها بذلك نمط من الكلام يجمع صفتي الفخامة، والعذوبة، ليكون آية بينة للنبي (صللم)، وإذا تأملت القرآن، وجدت هذه الأمور في غاية الشرف والفضيلة، حتى لا ترى شيئاً من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظماً أحسن تأليفاً وأشدّ تشاكلاً من نظمه.
وأما معانيه فكل ذي لبّ يشهد له بالتقدم في أبوابه، والترقي الى أعلى درجاته، ولا توجد هذه الأوصاف مجموعة إلا في كلام العليم القدير [6]. [1] ينظر: الاتقان: 2/ 253 - 255. [2] ينظر: اعجاز القرآن للباقلاني: 58،، ينظر: الاتقان: 2/ 255،256. [3] آل عمران / 122. [4] ينظر اعجاز القرآن: 65،88، ينظر: الاتقان: 2/ 256. [5] مفتاح العلوم: 196،، ينظر: معترك الأقران: 1/ 5، ينظر: الاتقان: 2/ 260. [6] ينظر: بيان اعجاز القرآن للخطابي: 23 - 25، ضمن ثلاث رسائل في اعجاز القرآن، ينظر الاتقان:2/ 261.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 230