نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 104
الثامنة عشرة: معرفة توافق اللغات
قال الجمهور: ليس في كتاب الله سبحانه - شيء بغير لغةِ العرب؛ كقوله تعالى: {إنّا جَعَلْنَاهُ قُرآناً عَرَبيّاً} [1] وقوله: {بِلِسانٍ عَرَبيٍّ مُبين} [2] وادَّعى ناسٌ إن في القرآن ما ليس بلغةِ العرب، حتى ذَكَروا لُغَة الرّوم، والقبط، والنَّبط. قال أبو عبيدة: وَمن زعم ذلك فقد أكْبَرَ القول، بل قد يوافق اللفظُ اللفظَ ويقاربه ومعناهما واحدٌ وأحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية أو غيرها، فمن ذلك " الإسْتَبْرق " [3]: وهو الغليظُ من الدِّيباج، وهو اسْتَبْرهَ بالفارسية أو غيرها، وأهل مكّة يسمُّون المِسْح الذّي يَجْعَل فيه أصحاب الطّعام البُرّ: البَلاس، وهو بالفارسية بلاس، فأمالوها وأعربوها، فقاربت الفارسية العربية في اللفظ [والمعنى] [4] ثم ذكروا الألفاظ كالبالغاء [5].
والدَّسْت والدَّشْت، والخِيم، والسَّخْت، وقال: كلُّه من لغات العرب وإن وافَقه في لفظه ومعناه شيء من غير لغاتهم، قال ابن فارس هذا كما قاله أبو عبيدة [6]، قال الرازي وأتباعه: ما وقع في القرآن من نحو " المِشْكاة " [7]، و " القِسْطاس " [8]، و " الإسْتَبرق "، و " السجِّيل " [9]، لا نُسَلِّم إنها غير عربية، بل غايتُه إن وَضّع العرب فيها وافق لغةً أخرى كالصابون و" التنّور " [10] فإن اللغات فيها متفقة، والفرق بين هذا النوع وبين (37/ ... ) المعرب أن المعرب له اسم في لغة العرب والأعجمي الذي استعملوه بخلاف هذا [11].
التاسعة عشرة: معرفة المعرب [1] الزخرف / 3 [2] الشعراء / 195. [3] الكهف / 31، الدخان / 53، الدهر: 21. [4] زيادة يقتضيها السياق عن الصاحبي في فقه اللغة: 59. [5] الأصل الباقلاء والصواب ما اثبتناه عن المصدر نفسه: 59،60. [6] الصاحبي في فقه اللغة: 59،60، المعرب: 5،15،36، المزهر: 1/ 266. [7] النور / 35. [8] الاسراء / 35، الشعراء / 182. [9] هود / 82، الحجر / 74، الفيل / 4. [10] هود / 40، المؤمنون / 27. [11] المزهر: 1/ 266،267.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 104