نام کتاب : الجامع الصحيح للسنن والمسانيد نویسنده : صهيب عبد الجبار جلد : 7 صفحه : 140
(حب) , وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا؟ , فَقَالَ: أَقُولُ يَا أُمَّاهُ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: زُرْ غِبًّا [1] تَزْدَدْ حُبًّا، فَقَالَتْ: دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ: " يَا عَائِشَةُ , ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي " , فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَكَ , وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ , قَالَتْ: " فَقَامَ فَتَطَهَّرَ , ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي , فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ , ثُمَّ بَكَى , فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ،
ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ " , فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ [2] بِالصَلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ , قَالَ: " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ , وَيْلٌلِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ , وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ , وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ , لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ([3]) " (4) [1] الغِبُّ مِن أوْرَاد الإبِل: أنْ تَرِدَ الماءَ يَوماً , وتَدَعَه يوما , ثم تَعُودَ , فَنقَلَهُ إلى الزِّيارة , وإنْ جاء بعد أيام , يقال: غَبَّ الرجُل , إذا جاء زائرا بعد أيام , وقال الحسَن: في كُلِّ أسْبُوع. النهاية في غريب الأثر (3/ 629) [2] آذن: أعلَمَ وأخبر. [3] [البقرة/164]
(4) (حب) 620 , الصَّحِيحَة: 68 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1468
وقال الألباني في الصَّحِيحَة: في الحديث فَضْلُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وكثرة خشيته، وخوفه من ربه، وإكثارُه من عبادته، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو المُنْتَهَى في الكَمال البشري , ولا جَرم في ذلك , فهو سيد البشر - صلى الله عليه وسلم -.
لكن ليس فيه ما يدلُّ على أنه - صلى الله عليه وسلم - قام الليل كله، لأنه لم يقع فيه بيانٌ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ القيام من بعد العشاء , أو قريبا من ذلك.
بل إن قوله: " قام ليلة من الليالي فقال ... " الظاهر أن معناه: " قام من نومه .... " , أي: نام أوله , ثم قام، فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر: " كان ينام أول الليل، ويحيي آخره ... " أخرجه مسلم (2/ 167).
وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله، كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة "، قال (ص 13): فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمولٌ على غالب أوقاته - صلى الله عليه وسلم - ".
قلت: يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر: " ولم يَقُمْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة يتمُّها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلة قط ". أخرجه مسلم (2/ 169 - 170) وأبو داود (1342) واللفظ له.
قلت: فهذا نصٌّ في النفي المذكور , لَا يقبل التأويل، وحَمْلُه على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريحَ الدلالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - قام تلك الليلة بتمامها، أما وهو ليس كذلك كما بينَّا , فالحمل المذكور مردود، ويبقى النفي المذكور سالما من التقييد , وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة، خلافا لما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور. أ. هـ
نام کتاب : الجامع الصحيح للسنن والمسانيد نویسنده : صهيب عبد الجبار جلد : 7 صفحه : 140