نام کتاب : مسند أحمد - ت شاكر نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 122
والصيام والعبادة، فسكت المتوكل.
وبلغ أم المتوكل خبر أبي عبد الله فقالت لابنها: أشتهى أن أرى هذا الرجل، فوجّه المتوكل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنة المعتزّ ويسلم عليه ويدعو له، ويجعله في حجره، فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثم أجاب رجاء أن يطلق وينحدر إلى بغداد. فوجّه إليه المتوكل خلفه، وأتوه بدابة يركبها إلى المعتزّ فامتنع، وكانت عليها ميثرة نمور، فقدم إليه بغل لرجل من التجار فركبه، وجلس المتوكل مع أمّه في مجلس من المكان، وعلى المجلس ستر رقيق، فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، ونظر إليه المتوكل وأمه، فلما رأته قالت: يا بني، الله الله في هذا الرجل، فليس هذا ممن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فأذن فليذهب، فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، فقال: السلام عليكم، وجلس ولم يسلم عليه بالإمرة، قال: فسمعت أبا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لما دخلت عليه وجلست قال مؤدب الصبيّ: أصلح الله الأمير، هذا الذي أمره أمير المؤمنين يؤدبك ويعلمك، فردّ عليه الغلام، وقال: إن علمني شيئًا تعلمته! قال أبو عبد الله: فعجبت من ذكائه وجوابه على صغره، وكان صغيرًا.
قال: ودامت علة أبي عبد الله، وبلغ الخليفة ما هو فيه، وكلمه يحيى بن خاقان أيضًا، وأخبره أنه رجل لا يريد الدنيا، فأذن له في الانصراف، فجاء عبيد الله بن يحيى وقت العصر، فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وأمر أن تفرش لك حراقة تنحدر فيها [1]، فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زورقًا فأنحدر فيه الساعة، فطلبوا له زورقًا فانحدر فيه من ساعته.
قال حنبل: فما علمنا بقدومه، حتى قيل لي: إنه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزورق، فمشيت معه، فقال لي تقدم لا يراك [1] الحراقة بفتح الحاء وتشديد الراء: السفينة الخفيفة، وكانت هذه السفن بالبصرة.
نام کتاب : مسند أحمد - ت شاكر نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 122