قبول الحق من المخالف
كذلك من منهج السلف: قبول الحق وإن كان مع الخصم، إذا تبين الحق فإنه يقبل ولو كان على لسان الخصم، ثم عدم الانتصار للرأي أو الجماعة أو الحزب، والابتعاد عن العصبيات، والغرور والتعالي، بل يجب على طالب العلم أن يتواضع، حتى وإن كان في موقف الحق ويجزم أنه على السنة، بل ينبغي له أن يظهر أمام المحاور وأمام الناس سواء في الرد المكتوب أو المسموع على أنه مشفق وناصح، ولا يستعرض على أنه المستعلي، نعم، الحق عالٍ، لكن لا يعرض إلا بحكمة، والحكمة لا تكون باستفزاز الآخرين، ولا في التعالي عليهم، إنما الحكمة في خفض الجناح وإظهار الإشفاق بصدق وإظهار النصح بصدق، وهكذا.
هذه قواعد عامة لا تمثل جميع منهج السلف، بل هي اجتهاد في استنباط بعض القواعد والمناهج في هذا الباب، وهو باب واسع يجب أن يتصدى له طلاب العلم ويبينوه للناس؛ لأن المسلمين الآن أحوج ما يكونون إليه مع اختلاط السبل وكثرة الأهواء والمناهج، فإن التذكير بهذه الأمور ضروري؛ للتقعيد لطلب العلم، ولخدمة الإسلام والمسلمين في هذا الأصل.
أسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والسداد والرشاد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.