نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 602
طور منتصف العمر, وبالطبع كان اتجاه المسنين أنفسهم نحو التقدم في السن إيجابيًّا أيضًا, ومعنى ذلك أن الثقافة العربية الإسلامية تهيئ للمسنين فرصةً لحل أزمة تكامل الأنا, في مقابل اليأس والقنوط في الاتجاه الإيجابي "أي: تكامل الأنا", وأن دور المسنين لا يتناقص في هذه الثقافة, بل ربما يزداد أهميةً وقيمةً وقدرًا، وهي نتيجة تتفق مع تحليلنا اللغوي في الفصل السابق لمعنى الشيخوخة والشيخ.
أما بالنسبة للمسن نفسه, فإن من أصعب الأمور عليه أن يصف نفسه بأنه "مسن" أو "عجوز", فقد أوضحت بعض الدراسات أن حوالي نصف المفحوصين في إحدى الدراسات التي أُجْرِيَتْ على عينة أعمارها 65 فأعلى, صنَّفوا أنفسهم في طور وسط العمر "Brodzinsky, et al., 1988", إلّا أنه لسوء الحظ قد يتفق بعض المسنين مع بعض الأنماط الثقافية الشائعة عن الشيخوخة, فهم أنفسهم حملوا هذه الصور النمطية معظم حياتهم, وأطلقوها على غيرهم من المسنين حين كانوا هم أصغر سنًّا, ومهما حاول المسنون إخفاء الحقيقة، وعلى الرغم من الصور النمطية لا بُدَّ للمسن أن يأتي عليه حِينٌ من الدهر يواجه فيه مطالب الواقع, ويعترف بأنه "مسن", وأن يكيف مفهومه لذاته تبعًا لذلك, وتدخل في هذا التحديد عدة عوامل أهمها:
1- الوعي بالمعايير الاجتماعية: فما يجعل المرء أكثر وعيًا بتقدمه في السن بلوغ المعاش, أو حصوله على الضمان الاجتماعي, أو بلوغه المكانة التي يُطْلَقُ عليها في الغرب "المواطن الكبير" Sinior citizen أو في ثقافتنا العربية الإسلامية "الشيخ".
2- التفاعل الاجتماعي: فحين يتخلّى شاب عن مقعده لآخر في الأتوبيس, فإن ذلك مثالٌ نموذجيٌّ للتفاعل الذي يحدد عمر الإنسان, ومن ذلك أيضًا التعبير عن التبجيل, وقد يكون التعبير عن المعاونة أوضح الأمثلة, ومن ذلك أن يقدم شخص ذراعه لآخر يستند إليها وهو يهبط السُّلَّمَ، أو تخصيص مقعد أمامي له في حفلٍ حتى يستطيع أن يستمع, ومن علامات التبجيل الوقوف عند دخول المسن إلى مكان عام, وقد تكون هناك بعض صور التعبير عن الازدراء؛ كأن يقول شاب لشخص أكبر منه سنًّا "عيب يا جدو", فإن ذلك كله من صور التفاعل الاجتماعي الدال على التقدم في السن.
نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 602