نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 243
النمو الخلقي:
لا يستطيع طفل ما قبل المدرسة أن يتعلم ويستخدم المبادئ المجردة للخطأ والصواب بسبب طبيعة النمو العقلي في هذا المرحلة, ولهذا فهو يدرك السلوك الخلقي ويتعلمه خلال مواقف نوعية خاصة.
ويزداد تعلم السلوك الخلقي تعقدًا حين يطلب من الطفل أداء أعمال مختلفة في المواقف المتشابة من أفراد مختلفين " ومن نفس الأفراد أحيانًا" في أوقات مختلفة, إنه لا يستطيع أن يدرك في هذه الحالة لماذا يكون السلوك "خطأ" أحيانًا و"صوابًا" أحيانًا, وقد يقع في شرك سوء التمييز والخلط.
وفي هذه المرحلة يحكم الطفل على السلوك بأنه صواب أو خطأ في ضوء نتائجه, دون أن يعرف لماذا توصف بعض الأعمال بالصواب وأخرى بالخطأ, ومع ذلك, فإنه يصنف الأفعال إلى "صواب" و"خطأ", وعلى أساس هذا التصنيف يقيم بناءه الأخلاقيّ الذي سوف يوجِّهُ سلوكه مع النمو اللاحق, وعلى الرغم من أن الطفل قد يحاول الخروج على القواعد من طريق اللجوء إلى شخص آخر غير الوالدين "أو غير الوالد المتشدد" ليسمح له بالقيام بأعمال توصف عادة بأنها "مشاغبات"، أو أنه قد يحاول اختبار الحدود، فإن طفل هذه المرحلة لا يحاول وضع القواعد موضع التساؤل، أو اقتراح أعمال بديلة لتلك التي يرفضها الكبار، أو المساومة مع سلطة الكبار كما يفعل عادةً الأطفال الأكبر سنًّا، بل أن الطفل في هذه المرحلة لا يشعر بالذنب إذا ضبط وهو "يقترف" فعلًا من الأفعال "السيئة"، فاستجاباته في هذه الحالة قد تكون إمَّا الخوف من العقاب المتوقع, أو اللجوء إلى حيلة "التبرير" لتفسير ما حدث.
ولعلَّ من أهم خصائص النموّ الخلقي في هذه المرحلة أن الطفل قد يتعلم أنه لو صدر عنه سلوك "عدم الطاعة الإرادي" من النوع البسيط, فإن ذلك يلفت إليه الأنظار أكثر من إصداره للسلوك الذي يوصف عادة بأنه سلوك "طيب", وحين يكشف الطفل ذلك فإنه يلجأ إلى الخروج على القواعد لفتًا للانتباه عندما يتجاهله الكبار المسئولون عن رعايته "الأم أو الأب أو مشرفة الحضانة", وعندئذ لا يوازي الألم المؤقت الناجم عن العقاب الشعور الكبير بالرضا الناجم على تركيز انتباه الكبار عليه.
إلّا أن هذا ليس السبب الوحيد "لسوء سلوك" الأطفال في بعض الأحيان, فقد يكون من أسباب ذلك التغطية على الفشل في أداء واجبٍ مطلوبٍ منه, أو الخلط الناتج عن تغير القواعد التي يفرضها الكبار يومًا بعد يوم، أو الرغبة في اختبار سلطة الكبار لتحديد المدى الذي يمكن السماح به دون التعرض للعقاب.
وتوجد فروق بين الجنسين في أنواع السلوك الذي يتسم بالخروج على القواعد, فالأولاد يميلون إلى التخريب, بينما تميل البنات إلى العناد, وأكثر مشكلات السلوك ظهورًا في هذه المرحلة التبول اللاإرادي والاستعراضية والتخريب, ونوبات الغضب العصبية, ومحاولات جذب الانتباه بأي طريقة.
نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 243