نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 207
بعض الاضطرابات الجسمية، وبعض مشاعر عدم الراحة لدى الطفل, والتي تنعكس بدورها على الأم، ويوصف الطفل حينئذ بأنه في حالة "تسنين". أما العضلات فإنها تنمو بمعدلات مختلفة, وعمومًا يمكن القول أن العضلات التي تكون قريبةً من الرأس والرقبة تنمو مبكرًا عن العضلات التي تتصل بالأطراف السفلى.
ويمثل التحكم في العضلات مجالًا هامًّا للنمو خلال مرحلة الرضاعة، وما لم تتدخل عوائق البيئة فإن الطفل يجب أن يخرج من هذه المرحلة كشخصٍ مستقلٍّ نسبيا في نشاطه الحركي, ونمو التحكم في العضلات يتبع المبدأ الذي سبق أن أشرنا إليه وهو الاتجاه من الرأس إلى القدم, وفي هذه المرحلة ينمو السلوك الحركي من جلوسٍ وحبوٍ وزحفٍ ومشيٍ بالاستناد إلى الأشياء, وفي منتصف العام الثاني يمكن للرضيع أن يمشي بدون مساعدة, ونتيجةً لهذا النمو الحركي المتزايد توصف مرحلة الرضاعة بأنها المرحلة التأسيسية لمعظم المهارات الحركية, كما يمكن للطفل في هذه المرحلة أن يتعلم بعض هذه المهارات, وخاصةً المهارات اليدوية, ومهارات استخدام الساق, ولا بُدَّ من التدريب عليها في هذه المرحلة, وعدم تأجيلها حتى لا تنشأ مشكلات خطيرة فيما بعد.
النمو الحسي والإدراكي:
تنمو أعضاء الحسِّ بسرعة خلال هذه المرحلة، ففي الشهر الثالث تزداد عضلات العين تآزرًا, وعندئذ يصبح الطفل قادرًا على رؤية الأشياء بوضوحٍ وتميز؛ ولأن عضلات العين تظل ضعيفة لأشهر عديدة, فإن عدم تآزر العين شائع, وخاصة في أوقات التعب والجوع والصراخ, ويزداد السمع دقةً في الرضيع، ونستدل على ذلك من استجاباته المبكرة لسماع الصوت البشري, وحين يصل الطفل إلى نهاية شهره الثاني يستجيب بنفس الجودة للأصوات من جميع الأنواع, كما أن الشمَّ والذوقَ يزدادان نموًّا خلال هذه المرحلة, وبالإضافة إلى ذلك, فإنَّ الرضيع يكون حساسًا للغاية لجميع المثيرات الجلدية؛ فيشعر بالحرارة والبرودة والألم.
إلّا أن النمو الحسي يتحول تدريجيًّا في هذا الطور ليصبح نموًّا إدراكيًّا, ويتسم الإدراك في هذا الطور بأنه ليس عملية "معرفية" كاملة, وإنما هو نوعٌ من الإدراك "الحسي - حركي" وفقًا للوصف الذي أطلقه بياجيه على هذ المرحلة, ومن النماذج المفسرة للإدراك الحسي عند الأطفال في هذا الطور النموذج الذي اقترحته آمال أحمد مختار صادق "1990", والذي يفترض أن الطفل في العامين الأولين من حياته يتعامل مع المثيرات من خلال توظيف الحواسّ جميعًا سعيًا لتبين detecrion طبيعة المثير, فجميع المثيرات مهما كانت طبيعتها يبدأ الطفل بالنظر إليها, ثم لمسها وتحريكها, "للاستماع إلى ما يمكن أن يصدر عنها من أصوات", ثم وضعها في فمه حيث يتعرف على خصائصها بحاستي التذوق والشم, وبهذه الطريقة تلعب الحواس المتعددة multi-sensory دورها في تحديد طبيعة المثير. وبنهاية هذا الطور يتحول الرضيع من الخصائص المعممة إلى تمييز الخصائص "الفارقة" للمثير, والتي تجعله مثلًا يمكن وضعه في الفم كطعام, أو التعامل معه كشيء خارجي يصدر الأصوات أو الحركة، إلخ ... وعمومًا فإن النموذج في حاجة إلى دراسات مصرية وعربية تُجْرَى في إطاره.
نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 207