نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 164
تتحول إلى الذراعين والساقين, ثم تنمو في الاتجاه من الوسط إلى الأطراف "من الداخل إلى الخارج", ومعنى ذلك أن الذراع الأعلى ينمو أولًا, ثم الذراع الأدنى فالأيدي فالأصابع, ويتبع نمو السيقان نفس النمط بعد عدة أيام, وبعد شهرٍ من الإخصاب لا يزيد طول المضغة عن ربع بوصة, ولكن حجمها يزيد على حجم اللاقحة أو النطفة الأمشاج التي تطورت منها بمقدار عشرة ألاف مرة, ولن يتعرض الإنسان في حياته فيما بعد لأي معدل في النمو, أو يتغير بمعدل من السرعة يصل إلى هذه الدرجة بحالٍ من الأحوال "Shaffer 1985".
وخلال الشهر الثاني يتحول الجسم إلى الشكل الإنساني من حيث المظهر, فينمو بمعدل 30/ 1 من البوصة يوميًّا, ويظهر فيه ذيل بدائي, إلّا أن سرعان ما يحاط بالأنسجة الواقية, ويتحول إلى نهاية العمود الفقري "العصص", وفي منتصف الأسبوع الخامس يتكون في كلٍّ من العينين القرنية والعدسة, وينمو المخ أيضًا بسرعة مع بداية الشهر الثاني من الحمل, الذي يوجه التقلصات العضلية الأولى للمضغة عند نهاية هذه المرحلة, وبعد أقل من شهرين من الإخصاب تكون المضغة أطول قليلًا من بوصة "أي: 2,5سم" وتزن حوالي 10/ 1 أوقية "14 جرامًا", ومع ذلك فلها شكل الإنسان, على الرغم من أن طول رأسها يساوي طول باقي الجسم.
وهكذا تتخلق المضغة بإرادة الله -سبحانه وتعالى, والمضغة المخلقة هي التي تكون فيها بدايات أجهزة الجسم المختلفة, إلّا أن المضغة قد لا تتخلق كما يتحدث القرآن الكريم, وحينئذ لا تكون إلّا من خلايا فقط في هذه الحالة، وقد يقصد بذلك -والله أعلم- السقط كما جاء في تفسير القرطبي.
ويؤكد علم الأجنة أن هذه الفترة -فترة المضغة- ذات طبيعة حساسة في النمو الإنساني، فالشهران الأولان من الحمل حاسمان من نواحٍ كثيرة؛ ففيهما يقع معظم السقط, أو حالات الإجهاض التلقائي, وبالطبع هو أخطر من سقط العلقة؛ لأنه يحدث بعد أن تكون العلقة قد علقت بحائط الرحم ثم تطرد منه, وتدل الإحصاءات الطبية أن ما بين 30-50% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض التلقائي أو السقط, ومعظم هذه الحالات تكون من النوع الذي يوصف "بالشذوذ التكويني" أو بعبارة القرآن الكريم تكون حالات "مضغة غير مخلقة".
إلّا أننا يجب أن ننبه إلى أنه حتى المضغة السوية تكوينيًّا, والتي ترتبط بجدار رحمٍ سليمٍ قد تتعرض لبعض المخاطر خلال الشهرين الأولين من الحمل, والواقع أن الفترة من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع بعد الإخصاب هي الفترة الحرجة في الحمل؛ فالمضغة خلالها تكون أكثر حساسية للفيروسات والعناصر الكيميائية والعقاقير والإشعاع التي قد تتداخل مع النمو وتحدث عيوب الولادة, فهي تؤثر على أعضاء الجسم وأجزائه التي تكون قد تكونت, وتلك التي في سبيلها للتكوين جميعًا.
نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق جلد : 1 صفحه : 164