responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق    جلد : 1  صفحه : 135
بعضها عن بعض تبعًا للجوانب الأكثر أهمية من السلوك الإنساني التي يسعى كلٌّ منها لدراسته, وعلى ذلك يصعب على الباحثين الذين يتناولون هذه النظريات المختلفة أن يتفقوا على مجموعة مشتركة من المشكلات ما دام كلٌّ منهم يتناول جوانب مختلفة من النمو, ومعنى ذلك: أن كل نظرية تعد صحيحة أو خاطئة في إطار مجال البحث الذي تتناوله, ولا يمكن القول أن هذه النظريات يتنافس بعضها مع بعض, فمثل هذا القول غير صحيح طالما أن النظريات تتناول النمو بطرق مختلفة، وتركز على موضوعات مختلفة للبحث، وتستخدم مناهج بحث مختلفة, ويوضح ذلك الجدول "5-6"، وفيه تُجْرَى مقارنة بين النماذج الثلاثة التي عرضناها في ضوء مراحل النمو الرئيسية التي حددناها في الإطار الإسلامي في الفصل الثالث من هذا الكتاب.
وهناك سؤال آخر تطرحه تلقائيًّا إجابتنا على السؤال السابق, وهو: كيف يمكن لنا أن نقوّم النظرية؟ للإجابة على هذا السؤال الجديد لابد لنا من القول بأن من العبث الاعتقاد في أن بيانات البحث ومعطياته وحدها يمكن أن تثبت صحة النظرية أو خطأها, فالنظريات العلمية لا يمكن البرهنة عليها أو عدم البرهنة عليها، وإنما يكون دعمها بالبحث أو عدم دعمها, ولكي نوضح هذا التمييز يمكن أن نشبه ما يحدث في مجال البحث بما يحدث في مجال القضاء؛ فعادة ما يجري في كلٍّ من المجالين نوع من الموازنة بين شواهد وأدلة الدعم والتأييد, في مقابل أدلة وشواهد الدحض والتفنيد, ووزن نوعي أدلة يحول الميزان لصالح النظرية أو ضدها "في مجال العلم", أو مع المتهم أو ضده "في مجال القضاء". وحتى يمكن للنظرية أن يزداد قبولها على نطاق واسع, فلابد للأدلة والشواهد المتوافرة أن تكون مدعِّمَةً لها تدعيمًا واضحًا, وكذلك حتى تحظى النظرية بالدعم لابد لها أن تكون قابلة للاختبار والتحقق, ومعنى ذلك: أن يستطيع الباحثون صياغة بعض جوانب النظرية على هيئة "فروض" يمكن اختبارها والتحقق منها بمنهج البحث العلمي الملائم.
وهناك محل آخر للحكم على جودة "النظرية", وهو مدى قدرتها على خلع المعنى على الظواهر السلوكية المتعددة والمتفرقة التي تبدو غير مرتبطة، وبالتالي تهيئ للإنسان فرصة المزيد من الفهم والاستبصار بطبيعة السلوك الإنساني, وكلما زاد اتفاق "المجتمع" العلمي على ذلك, فإن النظرية تعيش وتزدهر، وتكتسب قدرًا أكبر من القبول, وبالتالي تنمو وتتطور, إلّا أنه قد يحدث ما يسميه توماس كون في كتابه الشهير "بنية الثورة العلمية" تحوُّل في "الوجهة", ونحن نتوقع لعلم نفس النمو -إذا زاد الاهتمام بين الباحثين المسلمين والعرب بتناوله من الوجهة الإسلامية كما فعلنا في هذا الكتاب- أن يحدث له هذ التحول العظيم.

نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست