يجلب من جزائر الزّنج، ومن كشمير، ومن نواحي بذخشان، وله معدنٌ ببدليس، بإرمينية، ويجلب أيضاً من سرنديب، ومن بلاد إفرنجة، ومن المغرب الأقصى. ومنه ما يلتقط من البوادي؛ وقيمته بحسب ما يعمل منه من الأواني، وحسن صنعتها. ووجد منه قطعةٌ زنتها مائتا رطلٍ بالعراقيّ.
وأفضله، المستنبط من بطن الأرض: ويكون ساطع البياض، كثير المائية، رزيناً، صلباً، بحيث يقدح منه النّار، ويخدش كثيراً من الجواهر، بخلاف الملتقط من ظاهر الأرض.
ومن خاصيّتّه: إنّ من علّقه عليه، لم ير مناماً يفزعه، ورأى أحلاماً حسنةً. ويسقى منه مثقالٌ، بلبن الأتن، لأصحاب السّلّ، فينفعهم، وينفع الرّعشة تعليقاً.
القول على الجمز ويقال جمستٌ، هو حجرٌ يشبه الياقوت البنفسجيّ. وأعلاه، ما غلبت عليه الورديّة. ومعدنه بقرية الصّفرآء بالحجاز. ويوجد مغشّى ببياض كالثّلج، على وجهه حمرةٌ. ووجد منه قدر الرّطل، وأكثر. ينفع وجع المعدة تعليقاً. والشّرب بآنيته يبطىء بالسكر. وقيمته رخيصة.
القول على
الدّهنج
هو حجرّ رخوّ، شديد الخضرة، تلوح فيه زنجاريةٌ، وفيه خطوط سودٌ دقاقٌ جدّاً، ورّبما شابه حمرةٌ خفيّةٌ؛ ومنه طاووسيّ، ومنه موشّى.
وقيل: إنّه يصفو بصفاء الجوّ، ويكدر بكدورته. - ومنه " فرنديّ "، وهو أفضل أصنافه.
ومنه " هنديّ ".
ومنه " كرمانيّ " و " خراسانيّ " ومنه " كركيّ " ومنه " مغربيّ " والهند ترى أنّه ضربٌ من التّوتيا. ويكون رخواً وقت إخراجه من معدنه؛ ثم يزداد صلابةً.
وقال أرسطو طاليس: إن شرب منه شارب السمّ، نفعه، وإن شرب منه من غير سمّ، كان سمّاً. وقد وثق عاّة النّاس من " الفرنديّ "، أنّه يجلو بياض العين جلاءً حسناً.
القول على
اليشب
ويقال يشمٌ. منه مجلوبٌ من بلاد الترك من ناحية ختن وألوانه: أبيض، وأصفر، وزيتيّ، وهو أفضلها.
ومنه مستخرجٌ من واديين يسمّى أحدهما " قاش "، ويستخرج منه أبيض فائقٌ، ويسمّى الآخر " واقاش ". والمستخرج منه كدرٌ. ورّبما خرج منه شيءٌ أسودٌ. ولا يوصل إلى معدنه؛ وإنّما السّيل يخرجه. والقطع الكبار للملك، والصغار للرّعيّة، والتّرك وأهل الصّين تتّخذ منه مناطق، وحليةً للسّيوف والسّروج، حرصاً على الغلبة.
وزعموا أنّه يدفع الصّواعق. وجرّب من الأصفر، والزيتيّ أنّه ينفع وجع المعدة تعليقاً عليها، وينفع أوجاع الأحشاء.
القول على
الفاذزهر
ويقال: باهر. ومنه معدنيٌّ، ومنه حيوانيٌّ. والمعدنيّ منه أبيض، وأصفر، ومنكّت، وهو أفضلها ومعادنه بالهند والصّين. والخالص منه، إذا ألقي من سحالته شيءٌ في لبنٍ حليبٍ، جمّده، ويعرق في الشّمس. وهو نافعٌ من جميع السّموم. ومقدار ما يشرب منه اثنتا عشرة شعيرةً، فيخرج السمّ بالعرق من الجسد، وإذا وضع على لسع العقرب، أو الزّنبور، نفع نفعاً بيّناً. وإذا نثرت سحالته علىموضع اللّسع، اجتذبت السّمّ منه. وجرّب أنّه إذا نقش في فصٍّ منه، صورة عقربٍ، والقمر في " برج " العقرب، في أحد أوتاد الطّالع، وركّب لى خاتم ذهبٍ وطبع به، والقمر في " برج العقرب، على درهمين كندراً ممضوغاً، فإنّه يشفي من لسعة العقرب شرباً.
وأمّا " الحيوانيّ " من البازهر، فإنّه يتولّد في مرائر بعض الأيايل، بأرض " شنكارة " من جبال شيراز، كما يتولّد حجر البقر في مرائرها. وأكثره بلّوطيّ الشّكل، لونه بين الخضرة والغبرة، ويتراكم طبقاتٍ، بعضها فوق بعضٍ، في المسنّ من هذا الحيوان، حتّى يبلغ زنة البلّوطة منه عشرة مثاقيل مع خفّته، وهو جوهرٌ شريفٌ يقاوم سائر السموم شرباً، إذا شرب منه من دانقٍ إلة نصف درهمٍ، يسحل على المسنّ بالما القراح. وسحالة الخالص بيضاء، وربمّا تميل إلى حمرةٍ خفيفةٍ والمغشوش منه، سحابلته تميل إلى خضرةٍ، أو صفرةٍ.
وإذا تقدّم إنسانٌ باستعماله على الاحتياط، وشرب منه في أربعين يوماً متواليةً، كلّ يومٍ وزن دانقٍ، لم يضرّه ما يرد على بدنه من السموم، وينفع المجذومين نفعاً بليغاً، ويجلو بياض لعين، والكلف، والنمش، جلاءً وحيّاً، ويحلّ مغل الدّوابّ، وأسر بولها سريعاً.
القول على الخرتوت