نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 98
بأنها: "محاولة يراد بها فهم الوجود ومعرفة أنفسنا, وإدراك مكاننا من الوجود لأسباب عقلية نظرية, أو أغراض عملية مادية"[1].
إن الفلسفة طبقا لهذا التعديل المعاصر هي مجرد محاولة للفهم المستنير, بمعنى أنها تمكن الشخص من التوصل إلى أسرار الكون ومجاهل النفس البشرية. ويشرح هذا التيار سعي الفيلسوف لتحصيل تلك المعرفة المستنيرة بأنه قد ينشدها لهدفين: الأول هو إشباع لذته العقلية أو استجابة لحب الاستطلاع الفطري لدى البشر, وبذلك تكون هذه الدراسات العقلية غاية في حد ذاتها تسد حاجة طبيعية إلى المعرفة وهي صيغة أخرى للمقولة الشهيرة: العلم للعلم. والهدف الثاني هو أن البعض ينشد المعرفة المستنيرة لاستثمار نتائجها في دنيا الواقع. هذا, وقد تعرض المفهوم الجديد للتيار التقليدي في تعريف الفلسفة, وتحديد مهمتها لنقد مدارس الفلسفة المعاصرة. [1] W. A. Sinclair, lntroduction to Philosophy, p. 9.
أورد النص الدكتور توفيق الطويل، أسس الفلسفة، مرجع سابق، ص55، 56.
المبحث الثاني: الوضعية الكلاسيكية مدخل
...
المبحث الثاني: الوضعية الكلاسيكية
ارتبطت تلك المدرسة باسم المفكر الفرنسي أوجست كونت "1798-1857". ويطلق اصطلاح وضعية على تلك الفلسفة التي اعتبرت أن "وضع" الأمور في عالم الواقع هو وحده مجال البحث الفلسفي. فالوضعية هي أحد الاتجاهات التجريبية التي ترد المعرفة إلى التجربة, وترفض إرجاعها إلى نور العقل المحض, أو الحدس المستقل عن التجربة.
تعتبر الوضعية نقطة تحول في الفكر الفلسفي من حيث إنكارها لما ذهبت إليه الفلسفة التقليدية من التركيز على الوجود لمعرفة أسراره وكشف حقيقة الموجودات, وفهم النفس البشرية وخباياها.
وقد استندت الوضعية في هذا الإنكار إلى أن تلك الفلسفة التقليدية لا تقدم لنا من الحلول إلا طائفة من التأملات المجردة التي لا فائدة منها للوجود البشري.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 98