نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 247
إلا أنه من الصعب ذكر كلمة التحليل دون ذكر كلمة التركيب Synthesis؛ وذلك للعلاقة الوثيقة التي تربطهما. فكما يعني التحليل عملية تفتيت الكل إلى أجزاء سواء كان تفتيتا واقعيا "كما يحدث في العلوم الطبيعية كالطبيعة والكيمياء", أو تفتيتا ذهنيا "كما هو الحال في العلوم الاجتماعية"، فإن التركيب يعني إعادة تجميع وبناء الأجزاء لتكوين الكل.
ويلعب كل من التحليل والتركيب دورا هاما في عملية الإدراك, ويحدثان بشكل مستمر في كل مرحلة من مراحله، كما يرتبطان ارتباطا وثيقا بعمليات ذهنية أخرى كالتجريد والتعميم.
في حالة التحليل، نلاحظ أن الذهن ينتقل من المركب إلى البسيط، ومن الكل الذي قد يحدث صدفة إلى الواحد الذي لا يمكن تجنبه أو تجاهله، ومن تعدد الأشكال إلى التحدد والذاتية.
إن هدف التحليل -كما قلنا- هو إدراك الأجزاء أو العناصر كمكونات لكل مركب مع معرفة الضوابط التي تربط علاقاتها من جهة, والقوانين التي تحكم حركة وتطور الكل المركب من جهة أخرى.
أما التركيب فهو -كما أسلفنا- توحيد الأجزاء المبعثرة, أو العلاقات المفككة في كل واحد. إن التركيب في انتقاله من المتماثل والأساسي الواحد إلى المختلف والمتعدد إنما يربط الخاص بالعام, والوحدة بالتعدد في كل جديد حي. وبينما يرى الفكر الماركسي أن التركيب يكمل التحليل, ويرتبط به في وحدة لا تنفصم, فإن الفكر الليبرالي يفصل بينهما ويجعلهما متعارضين معتبرا أنهما مجرد
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 247