نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 229
الإنساني تتأثر بشكل ما بالبناء السفلي أو القاعدة المادية، بمعنى أن أي تغير يطرأ على القاعدة لا بد وأن يؤدي إلى تغييرات لا يمكن تجنبها في الهيكل العلوي للمجتمع.
كان لكل من ماركس وإنجلز تصور محدد بالنسبة لتطور المجتمعات الإنسانية. فالتاريخ في نظرهما هو تاريخ صراع الطبقات، وفي كل المجتمعات القائمة والسابقة فإن العلاقات المترتبة على قوى الإنتاج تشمل تقسيم العمل وهو ما يعني أيضا وجود تقسيم للمصالح. وحيث إن البشر كائنات واعية قادرة على تغيير مصالحها, ومستعدة للصراع من أجلها, فقد انتظموا في طبقات وفق مصالحهم حيث تقاتل كل طبقة من أجل مصلحتها الخاصة[1].
تستأثر الطبقة البرجوازية الحاكمة بالسيطرة على الحياة الاقتصادية والسياسية, مستخدمة في ذلك جهاز الدولة لزيادة أرباح الرأسمالية وحماية مصالحها. وتلجأ الحكومة لسلطة القانون وسطوة قوات الأمن في الداخل, وإلى الدبلوماسية أو الحرب في الخارج حيث تضمن لها تلك الوسائل استمرار الاستغلال الاقتصادي للآخرين وقهرهم سياسيا. كما تهتم الطبقة البرجوازية أيضا بالمؤسسات والأفكار التي يتكون منها البناء العلوي للمجتمع, فتشجع المذاهب السياسية والاتجاهات الدينية التي من شأنها تبرير سيطرتها, ومصالحها الطبقية.
تؤدي التطورات التكنولوجية المستمرة إلى تغييرات في قوى الإنتاج, مما يدعو إلى حدوث تغييرات في علاقات الإنتاج بالتبعية. أي: إن الهيكل العلوي يتغير لينسجم مع متطلبات القاعدة. خلال تلك العملية, فإن الطبقات التي تتعرض للاستغلال لا تصبح واعية فقط بمصالحها, وإنما أيضا بالوسائل الفعالة لتحقيقها.
على الجانب الآخر، تتعرض سلطة الطبقة الحاكمة للتهديد فتحاول الدفاع عن مركزها الممتاز بكل الطرق بما في ذلك العنف. لكن قوانين التطور التاريخي [1] Alfred. meyer, Marxism: The Unity of Theory and Practice, Cambridge 1954, p. 15, cited by Dyke, p. 168.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 229