نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 132
لأنه لن يؤدي إلى نتيجة تؤثر في السلوك العملي, كما هو الحال مثلا في النزاع بين الماديين والروحيين.
لكنه يستدرك قائلا: إن النظر إلى مستقبل العالم يرجح كفة المذهب الروحي؛ لأنه يملأ الإنسان أملا وتفاؤلا وقدرة على تحمل مصاعب الحياة. ينطبق ذلك على كل نزاع بين نظريتين حيث يبين أن قيمة أي رأي هي في منفعته للحياة، وصدقه يتوقف على تلك المنفعة ثم يستخلص من ذلك أن الحق في ذاته لفظ أجوف لا يحمل معنى.
حول العقيدة، تتخذ البراجماتية نفس الموقف الانتهازي. فهي لا تؤمن بوجود الله "س" كموقف مبدئي, وإنما تبدي استعدادها للاعتراف بصدق العقيدة الدينية إذا ترتبت عليها فوائد علمية في الواقع اليومي. أي: إنها تعلق اعترافها على ظهور النتائج العملية للدين, والتأكد من قيمته المنصرفة. يعترف جيمس بذلك فيقول:
"أخشى أن تكون محاضراتي السابقة -التي اقتصرت على نواحٍ إنسانية وبشرية- قد تركت لدى الكثير منكم انطباعا بأن البراجماتية تعني من الناحية المنهجية الابتعاد عما هو فوق البشر "الخالق". لقد أظهرت في الواقع احتراما قليلا إزاء المطلق ... ومن وجهة نظر المبادئ البراجماتية, فإنه إذا كان فرض وجود الله يلعب دورا مرضيا بأوسع معاني الكلمة, فإنه يكون فرضا صحيحا". ويعزو برتراند راسل موقف جيمس إلى تأثره بمثالية بيركلي مع معاناته من الشك في وجود الخالق, مما دفعه إلى إحلال الإيمان بالله محل الله نفسه؛ وذلك نظرا لما للإيمان من فوائد نفعية.
ويتضح الموقف الخطر من الإيمان الذي تتخذه هذه الفلسفة الأمريكية من تلاعبها بذلك الموضوع الحساس, ورغبتها في تسخير العقيدة لأهداف سياسية. فالمشكلة لديها ليست الإيمان بالخالق أو بدين معين، وإنما المشكلة هي ضرورة الانتظار حتى يتضح أي الأديان أقدر على يلعب دورا أحسن
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 132