نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 118
لا يكون مبدؤه صادقا, ولا كاذبا في هذه الحالة؛ لأنه في تحديده لنوع العبارات التي تحمل معنى يقرر قضية -كمقياس لاختبار العبارات- لا تحمل بدورها أي معنى، أو لعلها ذات معنى يعتقد أنه لا يتصل بالحق أو الباطل, وهو ما يهدم الوضعية المنطقية من أساسها على حد قول نقاد هذه المدرسة ذوي الاتجاهات الفلسفية المتعددة[1].
التناقض الثاني الذي قد ينشأ عن الأخذ بمنهج تلك المدرسة هو أن القوانين العلمية التي ترددها كثيرا, وتبدي إعجابها بها تغدو مجرد تعبيرات عقلية مجردة لا تشير إلى مدلول حسي في عالم الواقع. فهي تعتبر -والحال كذلك- عبارات فارغة لا تحمل معنى.
علاوة على هذا، فإنه من الخطأ الفصل بين العلم والفلسفة بحجة أن ما يدخل في مجال العلم, طبيعيا كان أو رياضيا, فهو بلا معنى. يكذب الواقع ذلك, إذ هناك تعاون أو تكامل لكشف ما زال مجهولا في عالم الحقائق. والفرق بين العلم والفلسفة هو أن لكل موضوعه والمناهج التي تلائم ذلك الموضوع.
يبحث العلم في الجزئيات المحسوسة, ويستعمل لذلك منهج الاستقراء الذي يستهدف وضع القوانين المفسرة للظواهر. وتبحث الفلسفة فيما وراء الجزئيات المحسوسة من حقائق لا يتيسر البحث فيها بغير المناهج العقلية. إن اختلاف موضوع البحث, والمناهج المستعملة لا يمنع من التعاون بين الاثنين في دراسة هذا العالم وتفسير ظواهره. [1] w. H. BARNES, tHE PHILOSOPHICAL PREDICAMENT, PP. 116, 117, B. RUSSEL, lOGIC AND KNOW LEDGE, P. 376.
أشار إليهما الدكتور توفيق الطويل، أسس الفلسفة، مرجع سابق، ص283، 283، حول حدود المعرفة الإنسانية, وادعاءات الفلاسفة, ودور المنهج العلمي. قارن آراء مدرسة التحليل المنطقي المعاصر كما عبر عنها برتراند راسل:
B. Russel, History of Western Philosophy, op. cit. pp. 862- 864
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 118