نام کتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة نویسنده : يوسف مكرم جلد : 1 صفحه : 309
الفصل الثاني: المذهب الفلسفي
137 - لويس دي بونالد " 1754 - 1840 ":
أ- المذهب الفلسفي معارض للمذهب الفردي؛ فهو ينكر عليه دعواه أن الفرد من بني الإنسان كائن قائم برأسه, وأن الاجتماع وليد اتفاق بين الأفراد، ويعارض هذه الدعوى بتوكيد ضرورة الاجتماع؛ وهو ينكر عليه دعواه أن العقل الفردي يبلغ إلى الحق بقوته الذاتية، ويعارض هذه الدعوى بإرجاع العلم الإنساني إلى وحي أول نزلت به من لدن الله ألفاظ اللغة والمعاني المقابلة لها فتناقلها السلف. ولويس دي بونالد زعيم الناقمين على فلسفة القرن الثامن عشر الفردية، الحاملين على الثورة الفرنسية وليدة هذه الفلسفة. هاجمهما في كتاب نشره سنة 1796 بعنوان "نظرية السلطة السياسية والدينية" ثم دأب على شرح آرائه في كتب عدة أهمها "تحليل القوانين الطبيعية للنظام الاجتماعي" و"الشريعة الأولى" و"فحص فلسفي عن الموضوعات الأولى للمعارف الأخلاقية".
ب- لقد أخطأ روسو وأخطأ مشرعو الثورة من بعده. إنهم جميعًا صدروا عن الخطأ الذي قامت عليه البروتستانتية وهو الفردية. ليس بصحيح أن الفرد كائن على حياله، وأنه طيب بالطبع رديء بالاجتماع، وأن التشريع يؤخذ من مجرد معنى الإنسان بدون نظر إلى استعداداته وطباعه وماضيه وظروف المكان والزمان. الحق أننا عرضة بالطبع للانقياد إلى الأهواء، وأننا إنما نستمد من المجتمع أسباب نمونا واستكمالنا والقوة التي نسيطر بها على أنفسنا. فالإنسان الطبيعي إنسان اجتماعي، والاجتماع ضروري لا عرفي. وإذا كانت القوانين هي "العلاقات الضرورية اللازمة من طبيعة الأشياء" كما عرفها مونتسكيو, وإنها لكذلك, كانت الطبيعة لا الغالبية هي التي تضع القوانين بإنشاء عادات تكتسب قوة القانون، أو بالتنبيه على عيب العادة أو القانون، بما يحدث عنهما من اضطراب. فيجب القول بأن السلطة في الأصل من عند الله، بمعنى: أن الله وضع ضرورة السلطة في طبيعة البشر كما وضع قوانين علاقاتهم: "إن الناس
نام کتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة نویسنده : يوسف مكرم جلد : 1 صفحه : 309