responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاوي في الطب نویسنده : الرازي، أبو بكر    جلد : 6  صفحه : 138
وَأما الخشخاش الْبري فَإِنَّهُ مَتى طبخ أَصله بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب النّصْف وَشرب طبيخه أَبْرَأ عرق النسا وَرجع الكبد ونفع الَّذين يظْهر فِي أبوالهم شَبيه نسج العنكبوت وَالَّذين بَوْلهمْ غليظ.
وورقه وزهره مَتى تضمد بهما مَعَ الزَّيْت قلعا خبث القروح. وَمَتى كحلت بهما أعين الْمَوَاشِي جلا عيونها من آثَار القروح الْعَارِضَة فِي الطَّبَقَة القرنية الَّتِي يُقَال لَهَا أرغاما وَالَّتِي يُقَال لَهَا فعاليا.
وَأما الخشخاش الزُّبْدِيُّ فَإِنَّهُ مَتى أَخذ مِنْهُ قدر اكسونافن بِمَاء القراطن قيأ ويوافق هَذَا القئ المصروعين خَاصَّة.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة: الخشخاش أَنْوَاع: فواحد مِنْهَا يُقَال لَهُ المنتثر لِأَن زهرته تنتثر وَتسقط بالعجلة وَالْآخر يُقَال لَهُ البستاني لِأَنَّهُ يزرع فِي الْبَسَاتِين والمباقل. وَمِنْه نَوْعَانِ آخرَانِ بريان: أَحدهمَا يحمل خشخاشا مفرطحا وَالْآخر يحمل خشخاشا أطول من هَذَا وَهُوَ أهزل وَأَشد رقة من الأول وَفِي وَاحِدَة من الأول الْعظم جملَة من الخشخاش الثَّانِي. وَهَذَا النَّوْع من الخشخاش يسيل وَيجْرِي منحدرا إِلَى أَسْفَل لذَلِك يُسَمِّيه قوم السَّائِل. وَقُوَّة جَمِيع الخشخاش تبرد إِلَّا أَن للبستاني بزرا ينوم تنويما معتدلا قصدا وَهُوَ أَبيض المنظر وَلذَلِك ينثر النَّاس مِنْهُ على الْخبز ويخلطونه بالعسل ويأكلونه.)
وَأما النَّوْع الأول الَّذِي يسْقط زهره وينتثر بالعجلة فبزره يبرد تبريدا أَشد وَمن أجل ذَلِك لَا يَسْتَعْمِلهُ أحد وَحده فَيسلم من أَذَاهُ كَمَا يسْتَعْمل البستاني وَذَلِكَ أَنه ينوم تنويما شَدِيدا.
وَأما النَّوْع الثَّالِث فبزره أسود وَهُوَ من جنس الْأَدْوِيَة والدوائية عَلَيْهِ أغلب ويبرد تبريدا بليغا.
وَأما النَّوْع الرَّابِع فَهُوَ أَكثر دُخُولا فِي جنس الْأَدْوِيَة بزره ونواره وورقه ورؤوسه ويبلغ من شدَّة تبريده أَنه يحدث خدرا وتماوتا وَلذَلِك صَار اسْتِعْمَاله إِنَّمَا هُوَ للطبيب الْمجِيد بِأَن يخلطه بِمَا يكسر شدَّة قوته فِي التبريد لِأَنَّهُ فِي الدرجَة الرَّابِعَة.
وَأما الخشخاش المقرن وَيُسمى بِهَذَا الِاسْم من أجل تعقف ثَمَرَته كغلف الحلبة فَهِيَ تشبه بقرن الثور. وَقد يُسَمِّيه قوم خشخاشا بحريا لِأَنَّهُ على الْأَكْثَر إِنَّمَا نَبَاته على شاطئ الْبَحْر وقوته قُوَّة تجلو وتقطع وَلذَلِك مَتى طبخ أَصله بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب النّصْف نفع من علل الكبد.
وَأما ورقه وزهره فنافعان للخراجات الوسخة الردية وَيجب أَن تجتنب إِذا تنقت الخراجات فَإِن من شَأْنهمَا أَن يجلوا جلاء شَدِيدا حَتَّى أَنَّهُمَا يذوبان اللَّحْم وينقصانه ولهذه الْقُوَّة لَا يجلوان الْوَسخ فَقَط بل يقلعان من القروح القشرة الْمُحْتَرِقَة الَّتِي تكون عَلَيْهَا.
وَأما الخشخاش الزُّبْدِيُّ وَيُسمى بِهَذَا لِأَنَّهُ أَبيض كالزبد وَهُوَ نَبَات صَغِير وبزره يسهل البلغم.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْأَبْيَض أَجود من الْأسود وقوته تبرد وَلذَلِك يجلب النّوم وَمَتى أَكثر مِنْهُ ولد مَعَ النّوم سباتا وَهُوَ أَيْضا عس الانهضام وَيمْنَع الْأَشْيَاء المجتمعة فِي الصَّدْر والرئة من الْخُرُوج بالنفث والصعود بالسعال وَهُوَ نَافِع لمن يتجلب من رَأسه إِلَى صَدره مَادَّة رقيقَة لَطِيفَة وَلَيْسَ يغذو الْجِسْم غذَاء يعْتد بِهِ.
روفس قَالَ: الخشخاش عَاقل للطبع وخاصة الْأسود والبستاني مِنْهُ وَيُسمى مروريا يُؤْكَل وينوم باعتدال.

نام کتاب : الحاوي في الطب نویسنده : الرازي، أبو بكر    جلد : 6  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست