نام کتاب : الجماهر في معرفة الجواهر نویسنده : البيروني جلد : 1 صفحه : 77
قالوا فيه أن الجزع مؤلف من خطوط بيض وسود متصلة فيه فبيضها والنهار يتعأونان على تغييبه عن إلابصار وسودها والليل يتظافران على أخفائه عن الأعين وهذا قول يكادان لايكون له محصول إلا غيبة الجزع عن الأدراك بالليل والنهار لكنه مدرم بالنهار فلا فائدة فيما ذكروه - وإنما قصد ظلام الليل فان النظم فيه يمتنع أو يعتذر فإذا أضاء نور القمر بازدياده على نصفه زالت تلك العسرة - ويدل عليه قول ساجع العرب، فى ليلة سبع ناظم جزع - يشير به إلى قوة النور حتى يبصر فيه الثقبة للتنظيم - وقد ذكرنا حديث الأرنب - وكان معي لوح جزع أملس الوجه معوج الخطوط وعليه منها صورة بطة عديمة الرجلين كأنها تسبح في الماء أو تحضن البيض بالجلوس عليه لم يكد احد ينكر من صورتها شيئا على مثل ما يصور النقاش الماهر - وحكى لى احد الصناع الخوارزميين أن له في وطنه كعبة من جزع اصله بياض اللون وقد أحاط به سائر الألوان فاجتهد من تولى نحتها حتى وفق بين أسوده وشعر الرأس والحاجبين وبين الحمرة وبين الشفتين وعلى هذا القياس سائر أعضائها وذلك مسموع لم أره ولا أتعجب فيه من اجتهاد الصانع وإنما استبعد اتفاق ذلك له فقد يحكى ما يشبهه فى صفة شبديز ولم اتحققه - وجزعة الكعبة حبشية وان اشتهرت باليمانية فإنها سوداء مخططة ببياض مدورة الشكل فى قدر قطر شبر وهي منصوبة للحائط المقابل لبابها على ارتفاع ثلاثة أشبار من أرضها وكان وجدها يعرف بالنعمان في ساحل جزيرة يحيط بها عدة فراسخ وتشتمل على مزارع ونخيل وحدائق وسعة من المصائد وسائر المرافق واتصل خبرها بالوليد بن عبد الملك فاشخص النعمان اليه وطلبها بثمن واف قيل فبه انه ازيد من الف دينار فأبى إلا أن يعوض منها الجزيرة التى وجدها بها فأقطعها أياه وانفذ الجزعة إلى الكعبة وبقيت الجزيرة للنعمان وعقبه عرفت باسمه مرسى النعمان - وقيل ان سعيد بن حميد أهدى إلى المأمون يوم المهرجان خوانا من جزع معه ميل من ذهب مقدار قطره وكتب؟ قد اهديت إلى امير المؤمنين خوان جزع ميلا في ميل - وحكى لى احد معارفى انه رأى ببخار أنصاب سكين في عرض أصبع ونصف قد نصفته الألوان على طوله وكان احد النصفين جزعا بقرانيا والأخر اخضر مشفا لم يشك في انه زمرد لولا صلابته وان النار كانت تنقدح به - قال إسمعيل بن إبراهيم انه يحمل من بلاد التبت إلى الصين حجارة كالجزع وليس كالجزع لها ألوان حسان ونقوش عجيبة وتشترى منها بثمن وافر وتركب في المناطق وحلي الدواب - والله الموفق - في ذكر البلور
حجر البلور هو المها منصوب الميم ومكسورها - قالوا؟ اصله من الماء لصفائه ومشابهة زلاله واصل الماء موه لقولهم في جمع الجمع الذي هو مياه أسواه ومنه موهت الشيء إذا جعلت الشيء له ماء ورونقا ليس له إذا سقاه ماء وحدده قال امرؤ القيس
رأسه من ريش ناهضة ... ثم امهاه على حجره
وقيل في المها انه مركب من الماء والهواء أصلى الحياة لأنه يشبه كل واحد منهما في عدم اللون - قال البحتري
يخفى الزجاجة لونها فكأنها ... فى الكأس قائمة بغير إناء
وقال الصاحب
رق الزجاجة ورقت الحمر ... فتشابها وتقارب إلامر
وكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر
وقال أبو الفضل الشكرى
والراح فوق الراح كالمصباح في ... فرط شعاع والتهاب وضياء
يحسبها الناظر لاتحادها ... بكأسها قائمة بلا إناء
وقال ابن المعتز
غدابتها صفراء كرخية ... كأنها في كأس تتقد
فتحسب الماء زجاجا جرى ... وتحسب إلاقداح ماء جمد
وقال آخر -
مشمولة بشعاع الشمس في قدح ... مثل الشراب يرى من رقة شبحا
إذا تعاطيتها لن تدر من لطف ... راح بلا قدح عاطاك أم قدحا
نام کتاب : الجماهر في معرفة الجواهر نویسنده : البيروني جلد : 1 صفحه : 77