الاعتدال وهذا هو الاتجاه الإسلامي في كل شيء: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31] [1] ويقول سبحانه: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26 - 27] [2] . ويقول تعالى {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] [3] .
ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] [4] .
وخلاصة القول إن نعمة المال نعمة كبيرة تتطلب للمحافظة عليها التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية في كسبه وتوظيفه واستثماره وإنفاقه ودفع المستحق منه - بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثلما عمل» [5] .
فالواجب أن يتصرف المواطن فيما آتاه الله من مال بالضوابط الإسلامية، فلا يكون بخيلا ولا مبذرا، وإنما ينفقه في إقامة الحق وعزة بلده يهذب به نفسه ويعلم أولاده، يصل به القريب ويواسي به الصديق، يقيم به المصنع والشركة النافعة والمشروعات المثمرة، يعطف به على الأرامل والأيتام والمساكين ويساعد به الغارمين والعانين، وبالجملة ينفقه في سبيل الله لا في سبيل الشيطان.
بهذا نشكر الله على النعم لتدوم، وبدوامها تتقوى أواصر الأمن والاستقرار في بلادنا.
[المطلب الثامن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء] الكتاب والسنة [1] سورة الأعراف، الآية 31. [2] سورة الإسراء، الآيتان 26 - 27. . [3] سورة الإسراء، الآية 29. . [4] سورة الفرقان، الآية 67. . [5] رواه البخاري ومسلم. .