وبالشكر تدوم النعم. . . ويتمثل ذلك في شكر المنعم - الله جل وعلا ثم شكر ولاة الأمر الذين وفقهم الله وحقق تلك النعم على أيديهم، وما من نعمة جاءت للخلق من أهل السموات والأرض إلا من الله جل وعلا: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] [1] وهي تستوجب أن نتحدث بالشكر عنها {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] [2] .
ويروى عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - أنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بالنعم شكر» .
وقال عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه: " تذكروا النعم فإن ذكرها شكر "، وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام «أنه قام حتى تورمت قدماه فقيل له يا رسول الله أتفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر - قال: " أفلا أكون عبدا شكورا ".»
وقال أبو هارون: دخلت على أبي حازم فقلت له: يرحمك الله - ما شكر العينين؟ قال: إذا رأيت بها خيرا ذكرته وإذا رأيت بها شرا سترته - فقلت: فما شكر الأذنين؟ قال: إذا سمعت خيرا حفظته وإذا سمعت بهما شرا نسيته.
نحن في المملكة العربية السعودية أحق شعب على وجه الأرض بشكر النعم وتقديرها، التي أنعم الله بها علينا، ويأتي في مقدمة هذه النعم نعمة الأمن، والاستقرار التي حبانا الله بها وميز بها بلادنا، منذ أن وحد الملك عبد العزيز - طيَب الله ثراه - هذه البلاد، تحت راية التوحيد، وجعل دستورها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم، بعد سنين طويلة من فقدان الأمن. [1] سورة النحل، الآية 53. [2] سورة الضحى، الآية 11.