نام کتاب : من أخلاق الداعية نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 52
ز- العدل مع الواقع:
فالبعض من الدعاة يعيش في هذا العصر، وكأنه في القرن الخامس الهجري! لا يعرف عصره، ولا يدري ما يقع حوله، ويفاجأ بالأحداث. كما يفاجأ بها رجل الشارع!
صعد خطيب من الخطباء في إحدى القرى وفي يده كتاب يقرأ منه، فكان مما قال في آخر خطبته أن دعا لأمير المؤمنين السلطان العثماني فلان، أن يخلد الله ملكه، ويؤبد سلطانه!!
ولم يدر أن جسد هذا الخليفة أصبح طعاما للديدان في قبره، وأن ملكه أصبح نهبا للشرق والغرب!
وهذه الصورة " الصارخة " من " الغيبوبة " قد لا تتكرر كثيرا، لكن ثمت صور ألطف منها تتكرر بصفة دائمة.
أحد الشباب سألني قائلا: حزب البعث، ما هو حزب البعث؟ ما هي عقائدهم الأخرى غير مسألة الكفر بالبعث؟!
ظن أخي أن سبب تسميته بحزب البعث، لأنه يكفر بالبعث، كما سمي القدرية لأنهم ينكرون القدر!!
إن المسلم قيم على عصره، وشاهد عليه، فهو يعيش هموم المجتمع، ويدرك تيارات الفكر واتجاهات السياسة، ويحرص على إيجاد الحلول الصحيحة للوقائع الجديدة، وعلى مقاومة الانحرافات بعد معرفتها وإدراك جذورها، ولن يستطيع نقض مناهج الفكر الغربي من لا يعي جذورها وظروفها ومنطلقاتها.
نام کتاب : من أخلاق الداعية نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 52