نام کتاب : من أخلاق الداعية نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 49
وهو دين جاء ليضبط التعبد، ويضبط الحركة في واقع الحياة، بضابط الكتاب والسنة فلا يكون هناك مجال للعواطف المجردة، ولا للأمزجة الشخصية، فلا بد من العلم بالكتاب والسنة حتى نصحح عباداتنا وأعمالنا.
إذن: كل هذه المجالات مما جاء الدين بالدعوة إليه، والحث عليه.
ثانيا: قد يعجز فرد أو أفراد أن يحيطوا بهذه الأمور كلها في دعوتهم إلى الله، فالطاقة محدودة إذا صرفت لشيء فربما بخست شيئا أخر، أو أضرّت به، فضلا عن أن ما رُكّب عليه الناس من الطبائع والنظرات ونوعية الاهتمامات قد يجعل الإنسان بطبعه أميل إلى أحد هذه الأمور. فمثلا قد يكون في الإنسان زهد ونسك وخير كثير، لكنه لم يرزق آلة العلم الشرعي، فليس من أهله.
وهنا نقول: قد علم كل أناس مشربهم، وكل ميسر لما خلق، وقد كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، الفارس المقاتل الشجاع كخالد بن الوليد، إلى جوار العالم المتهجد الفقيه كابن عباس وابن مسعود، إلى جوار المتعبد المتزهد الذي يصيح بالناس قولا وفعلا: لا تركنوا إلى الدنيا، كأبي ذر رضي الله عنه.
ومن مجموع هذه الشخصيات وغيرها يتكون البناء الإسلامي المتكامل.
نام کتاب : من أخلاق الداعية نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 49