نام کتاب : من أخلاق الداعية نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 24
ولربما رأيت طويلب علم لا يحفظ من القرآن إلا اليسير، ولا يكاد يحفظ حديثا من البخاري أو مسلم بحروفه، فضلا عن سنده ومعناه.. ومع هذا قد يقف أمام جهابذة العلماء وكأنه أبو حنيفة أو الشافعي! وهجيراه أن يقول: أرى، وأنا، وقلت، وعندي!
يقولون هذا عندنا غير جائز ... ومن أنتم حتى يكون لكم عند؟!
*** ومن التواضع أن يتواضع المرء مع أقرانه، وكثيرا ما تثور بين الأقران والأنداد روح المنافسة والتحاسد، وربما استعلى الإنسان على قرينه، وربما فرح بالنيل منه، والحط من قدره وشأنه، وعيبه بما ليس فيه، أو تضخيم ما فيه، وقد يظهر ذلك بمظهر النصيحة والتقويم وإبداء الملاحظات، ولو سمى الأمور بأسمائها الحقيقية لقال: الغيرة.
والعجب أن يغار الداعية من اجتماع ألف أو ألفين في مجلس علم أو دعوة لكنه لا ينفعل لو سمع أن حفلا غنائيا أو مباراة رياضية حضرها عشرون أو ثلاثون ألفا، وهذا والله من البؤس، حتى لو كنت لا ترضى من أخيك بعض الأمر، يكفيك أنه يدعو إلى الله، ويعلم الناس الدين، وهو على الجادة إجمالا:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
نام کتاب : من أخلاق الداعية نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 24