responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 588
ذلك أن الآصرة الحقيقية التي تجعله من أهلك ليست هي رابطة الدم التي تجمع بينه وبينك، إنما هي رابطة العقيدة، وقد رفض الابن أن يكون على العقيدة الصحيحة فانفصم ما بينه وبين أبيه من رباط؛ لأنه "عمل غير صالح"!
ذلك هو ميزان الإسلام.
وقد مرت بنا الآية التي تجعل الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة، والأموال والتجارة والأرض وهي مقومات القومية كلها في كفة، وفي الكفة الأخرى حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله، والمفاصلة الكاملة بين هذه وتلك.
وليس معنى ذلك أن الإسلام يحرم كل تلك الروابط!
كلا! إنما يجيزها كلها حين تقع تحت رابطة العقيدة وداخلها:
{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [1].
أي: حين يكونون كلهم مؤمنين.
أما حين تكون تلك الروابط حاجزا يحجز بين المؤمن والمؤمن بسبب رباط الدم أو اللغة أو الأرض أو المصالح، فهذه التي قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة" [2].
فكيف إذا كانت تلك القومية تقول لك في صراحة إن المشرك الذي يشاركك في قوميتك أقرب إليك من المسلم الذي ينتمي إلى قومية أخرى!
هذه..ما ميزانها في كتاب الله؟!

[1] سورة الأنفال: 75.
[2] رواه البخاري.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست