responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 55
وكان بين الأساقفة ورؤساء الأديرة بعض من يحيون حياة منعمة، ولكن كان منهم كثيرون من الرجال الصالحين، ولعل نصف مجمع الكرادلة كانوا يسلكون مسلك أتقياء المسيحيين المتدينين الذي يخزي مسلك زملائهم الدنيوي المرح.
"وانتشرت في جميع أنحاء إيطاليا المستشفيات وملاجئ اليتامى، والمدارس وبيوت الصدقات، ومكاتب القرض وغيرها من المؤسسات الخيرية يديرها رجال الدين. واشتهر الرهبان البندكتيون، والفرنسيس المتشددون، والكرثوزيون بمستوى حياتهم الخلقي الرفيع إذا قيس إلى أخلاق أهل زمنهم.. وواجه المبشرون مئات الأخطار وهم يعملون لنشر الدين في أراضي "الكفار" وبين الوثنيين المقيمين في العالم المسيحي. واختفى المتصوفة عن أعين الناس وابتعدوا عما كان في زمانهم من عنف، وأخذوا يعملون للاتصال القريب بالخالق جل وعلا".
"وكان بين هذا التُّقى والورع كثير من التراخي في الأخلاق بين رجال الدين, نستطيع أن نثبته بما نضربه من مئات الأمثال: فها هو ذا بترارك نفسه الذي بقي مخلصًا لدين المسيح إلى آخر حياته، والذي صور ما في دير الكرثوزيين، الذي كان يعيش فيه أخوه، من نظام وتقى في صورة طيبة مستحبة، ها هو ذا يندد أكثر من مرة بأخلاق رجال الدين المقيمين في أفنيون. وأن الحياة الخليعة التي كان يحياها رجال الدين الإيطاليون والتي نقرأ عنها في روايات بوكاتشيو المكتوبة في القرن الرابع عشر إلى روايات ماستشيو في القرن الخامس عشر، إلى روايات بنديتلو في القرن السادس عشر، إن هذه الحياة الخليعة موضوع يتكرر وصفه في الأدب الإيطالي، فبوكاتشيو يتحدث عما في حياة رجال الدين من دعارة وقذارة ومن انغماس في الملذات طبيعية كانت أو غير طبيعية. ووصف ماستشيو الرهبان والإخوان بأنهم "خدم الشيطان" منغمسون في الفسق واللواط، والشره، وبيع الوظائف الدينية، والخروج على الدين، ويقر بأنه وجد رجال الجيش أرقى خلقًا من رجال الدين".
"وها هو ذا أريتينو الذي لم يتورع عن أية قذارة يسخر من الطابعين بقوله: إن أخطاءهم لا تقل عن خطايا رجال الدين، ويزيد على ذلك قوله: "والحق إنه لأسهل على الإنسان أن يعثر على رومة مستفيقة عفيفة من أن يعثر على كتاب

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست