responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 483
أضرارا خطيرة، وإنها ينبغي ألا تستخدم إلا بإشراف الطبيب، هذه الحبوب تباع في الصيدليات بسعر مخفض يكاد يساوي سعر التكلفة, ويباع لأي فتاة تطلبه -وتكرره- دون تذكرة طبية.. لأنها -كما لا يخفى- أداة جبارة لنشر الفاحشة في الأرض؛ لأن الفتاة التي تستطيع أن تأمن نتائج اتصالاتها الجنسية غير المشروعة أيسر انزلاقا من التي تخشى حدوث المتاعب من هذه الاتصالات..
وذلك فضلا عن صرف جهود كثيرة في أبحاث "علمية" بقصد اختراع المدمرات البشعة بغير موجب حقيقي، فقد كان انتصار بعض البشر على بعض ممكنا بغير كل تلك البشاعة في أدوات التدمير ...
وهذا الشر العميق كله قد نشأ من "علمانية" العلم.. أي: من ذلك المبدأ الملوث الشرير: مبدأ فصل الدين عن الحياة ...

5- في الأخلاق:
ربما لم يكن هناك مجالا تأثر بالعلمانية بقدر ما تأثرت الأخلاق ...
ذلك أن الدين هو المنبع الطبيعي للأخلاق، فإذا جفف هذا المنبع أو جف بسبب من الأسباب فلا بد أن يتبعه حتما انهيار تدريجي في الأخلاق ينتهي إلى "اللاأخلاق".
ولقد كانت "النهضة" في أول عهدها تعتقد -ربما بإخلاص وحسن نية- أن في إمكانها أن تجد للأخلاق منبعا آخر غير الدين.. من الطبيعة أو من النفس البشرية أو من أي مكان آخر.. والواقع أنهم كانوا في أول مرحلة الفساد فكانوا هم أنفسهم لا يتصورون أن البشرية يمكن أن تعيش بلا أخلاق. أو أنه سيأتي وقت عليها تكون عارية من الأخلاق, فكان المشكل بالنسبة لهم هو محاولة البحث عن منبع للأخلاق غير الدين حتى لا تتخذ تلك ثغرة يهاجمون منها من قبل ذوي الغيرة على الأخلاق وهم يومئذ غير قليل ... ولكن المنبع البديل -أيا كان هو- قد أثبت عجزه عن إنبات القيم التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، ككل التصورات التي تخطر في بال الفلاسفة ولا تتعددى أذهانهم إلى واقع الحياة!
ثم جاءت أجيال أكثر علمانية من السابقة؛ لأنها كانت قد بعدت أكثر عن المنبع الحقيقي للقيم، فبدأت تناقش مبدأ القيم ذاته: هل هي ضرورية حقا للحياة البشرية؟ وهل هي حقائق واقعية أم مجرد مثل خيالية معلقة في الفضاء

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست