responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 472
الذليل الذي كانت الكنيسة تطلبه من الفلاحين مقابل الوعد بنعيم الآخرة، فإن الدين الصحيح يطلب من الناس أن يثوروا على مثل ذلك الظلم ويصححوه بتحكيم شريعة الله، ولكنا نقرر واقعا تاريخيا كان قائما بالفعل بخطئه وصوابه، لنقيس به الواقع التاريخي الذي تلاه على خط العلمانية حين خرج الناس من نفوذ ذلك الدين.. فقد بقي الظلم -من حيث المبدأ- كما هو، ولكن ذهبت الأخلاق، وذهب الرضى من نفوس الناس! وأصبح الحمل العصبي الذي يعانونه أبشع من أن يطاق! فانتشر الجنون والقلق والانتحار والحالات العصبية والنفسية وإدمان الخمر والمخدرات والجريمة.
لم تكن "المكيافيللية" في الحقيقة مقصورة على عالم السياسة، إنما كانت دينا جديدا حل محل الدين المخلوع! الغاية تبرر الوسيلة. لا في السياسة فقط، ولكن في الاقتصاد والاجتماع كذلك ... بل في كل شيء تدخل فيه الوسائل والغايات.
يقول "سول" في كتاب" المذاهب الاقتصادية الكبرى" "ترجمة الدكتور راشد البراوي، ص50, 51 من الترجمة العربية" عن الفترة التي نبذ فيها الدين ولكن ظلت بقايا القيم -قبل اندثارها- يبحث الناس لها عن سند غير الدين:
"سيطرت فكرة الآخرة على المذاهب السائدة خلال العصور الوسطى، وإن لم تسيطر على العادات والتقاليد، والمجال الدنيوي بما فيه الحياة الإنسانية نفسها ليس سوى مكان يستعد فيه الناس للحياة بعد الموت بما تشتمل عليه من ثواب وعقاب، فكان على المرء أن يتحمل الألم وهو عالم أنه ليس إلا مقدمة لما يتوقع في حياة مستقبلة.. أما الدافع الفكري على تقويم العادات الاجتماعية أو زيادة الرفاهية الدنيوية فكان ضئيلا، اللهم إلا من حيث الفائدة الروحية التي يمكن اجتناؤها".
"والآن تحول الاهتمام فأصبح محصورا في تحسين الحياة على الأرض، وكشفت العلوم والمخترعات عن إمكانات الأرض لذاتها، لقد كانت المكاسب المادية ظاهرة في كل شيء، وكان لا حد لها من حيث وجود أساليب أفضل وأيسر لإنتاج الأشياء، وسرت روح المغامرة".
"وهنا برز السؤال التالي: أليس في وسع الفلسفة أن تعالج النظم البشرية بنفس الطريقة التي تدرس بها الأشياء المادية؟.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست