responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 464
الصحيح، فتلزم الملوك والأباطرة أن يحكموا بما أنزل الله، وهي تمارس عليهم من السلطان ما لا يستطيعون معه مخالفتها أو الخروج على أمرها, بل استغلت سلطانها في إخضاعهم لأهوائها الخاصة، بينما تركتهم يحكمون بغير ما أنزل الله وهي راضية عنهم كل الرضا ما داموا يخضعون لأوامرها، وهذا هو الذي تسميه أوروبا الحكم الديني أو الثيوقراطي وما أبعده عن الدين!
صحيح أن إخضاع الكنيسة الملوك والأباطرة لأهوائها الذاتية كان يتم باسم الدين وتحت شعاراته، ولكن هذا لا يكفي لاعتباره حكما دينيا ما دام لا يحكم بما أنزل الله، ولكن الحس الأوروبي المضطرب يخلط بين الدين ورجال الدين نتيجة اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، واعتبار أعمالهم وأقوالهم أعمالا دينية وأقوالا دينية ولو كانت بعيدة كل البعد عن حقيقة الدين!
مهما يكن من أمر فقد استطاعت الكنيسة بنفوذها أن تجعل الملوك والأباطرة طوع إرادتها، وأعلن البابا "نقولا الأول" "858-567م" بيانا قال فيه:
"إن ابن الله أنشأ الكنيسة بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وإن أساقفة روما ورثوا سلطات بطرس في تسلسل مستمر متصل.."ولذلك" فإن الباب ممثل الله على ظهر الأرض يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع المسيحيين، حكاما كانوا أو محكومين".
وأعلن الباب جريجوري السابع "تولى البابوية 1073-1085" "أن الكنيسة بوصفها نظاما إلهيا خليقة بأن تكون صاحبة السلطة العالمية, ومن حق الباب وواجبه -بصفته خليفة الله في أرضه- أن يخلع الملوك غير الصالحين وأن يؤيد أو يرفض اختيار البشر للحكام أو تنصيبهم حسب مقتضيات الأحوال".
ولم يكن ذلك كلاما في الهواء، إنما كان واقعا عاشته أوروبا عدة قرون..
وأبرز الأمثلة التي يرويها التاريخ الأوروبي ما حدث بين "جريجوري السابع" هذا والإمبراطور الألماني "هنري الرابع" مما أشرنا إليه من قبل، "إذ إن خلافا نشب بينهما حول مسألة "التعيينات" أو ما يسمى "التقليد العلماني" فحاول الإمبراطور أن يخلع البابا، ورد الباب بخلع الإمبراطور وإصدار قرار حرمان ضده، كما أحل أتباعه وأمراء مملكته من ولائهم له وألبهم عليه، فعقد الأمراء مجمعا قرروا فيه أنه إذا لم يحصل الإمبراطور على المغفرة لدى وصول الباب إلى ألمانيا فإنه سيفقد عرشه إلى الأبد، فوجد الإمبراطور

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست