responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 421
من كل بحسب طاقته ولكل بحسب حاجته
...
6- من كل بحسب طاقته وكل بحسب حاجته:
كان هذا المبدأ من ضمن المبادئ النظرية التي وضعت في أول الأمر لتقوم الشيوعية عليها.. ومقتضى هذا المبدأ أن الناس في ظل التطبيق الشيوعي سيرتفعون بمشاعرهم وسلوكهم إلى صورة مثالية تجعل كل إنسان يبذل أقصى ما في طاقته من جهد من تلقاء نفسه دون ضغط عليه ولا إلزام ولكن من جراء حبه للنظام وللمزايا التي يحققها له وشعوره بالاستقرار والطمأنينة والسعادة في ظله، وفي الوقت ذاته لا يأخذ من الإنتاج -الذي يشارك فيه الجميع, كل بحسب طاقته- إلا بمقدار ما يحتاج إليه فحسب، فلا يزيد عن الحاجة بدافع الجشع والطمع الناشئين أساسا من الحياة في مجتمع طبقي يمارس الملكية الفردية والصراع الطبقي، فإذا زالت الأسباب زالت الأعراض، أي: إنه إذا ألغيت الملكية الفردية وألغيت الامتيازات الطبقية بإزالة الطبقات كلها إلا الطبقة الكادحة فإن الجشع والطمع يزولان من نفوس الناس بزوال الأسباب الدافعة إليهما، وعندئذ يأخذ كل إنسان من الإنتاج العام بقدر ما يحتاج إليه فحسب، ويترك الباقي للمحتاجين غيره من الناس.
ولكن عند التطبيق تعدلت النظرية شيئا من التعديل، فلم يلغ هذا المبدأ إلغاء كاملا ولكنه أجل إلى أجل غير محدد بزمن معين، ولكنه مرهون بزيادة الإنتاج -بوسائل التقدم العلمي- إلى الحد الذي يمكن معه تطبيق المبدأ.
وقيل في تفسير ذلك إننا بعد لم نصل إلى مرحلة الشيوعية إنما نحن في مرحلة التطبيق الاشتراكي، ومن أسباب ذلك أننا مشغولون بالمعركة الدائرة ضد أعداء الشيوعية، وهذا يستوجب توجيه جزء من الإنتاج إلى إنتاج حربي لمنع الأعداء من التغلب علينا أو عرقلة خطواتنا، وهذا يعوق زيادة الإنتاج إلى الحد الذي يكفي كل احتياجات الناس ويفيض عليها بحيث لا يؤثر على عدالة التوزيع أن يأخذ كل إنسان منه بقدر ما يريد، ومن ثم فإنه في مرحلة التطبيق الاشتراكي لا بد أن تظل الدولة قائمة على التوزيع، لتعطي كل إنسان نصيبه من الإنتاج بحسب كمية الإنتاج الموجودة بالفعل، كما تشرف الدولة على الإنتاج لتضمن قيام كل إنسان بالجهد المطلوب منه.
ولكن حين تتحقق الشيوعية يتحقق ذلك المبدأ فيبذل كل إنسان ما في طاقته من الجهد من تلقاء نفسه، ويأخذ ما يحتاج إليه من الإنتاج، مكتفيا من تلقاء نفسه بلا رقيب.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست