responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 412
أم خاطئة، وهل هم -بمعيار القيم الإنسانية- مرتفعون أم هابطون.
فإذا وجدنا -بالمعايير الربانية- أنا المالكين كلهم سواء في الجاهلية المعاصرة، كلهم جاهليون، كلهم نابذون للمنهج الرباني معادون له مصرون على إبعاده عن حياتهم، فإن الفوارق الجزئية بينهم بعد ذلك تظل فوارق ثانوية وليست جوهرية كما قد ينظرون إليها فيما بين بعضهم وبعض، وخاصة في لحظات التنازع والخصام.
وصحيح أن "مظهر" الحياة يختلف كثيرا فيما بين الرأسمالية والشيوعية، على الأقل من الناحية الاقتصادية والناحية السياسية، ولكنا نضرب مثلا لتقريب الصورة فحسب.. إذا دخلت مكانا تحسب أن فيه "آدميين" فوجدت أنه عبارة عن حظيرتين كبيرتين، الدواب في إحداهما طليقة "سائبة" وفي الأخرى مربوطة مقيدة، فليس الذي يبدهك للوهلة الأولى هو أن هذه سائبة وهذه مقيدة، إنما الذي يبدهك أنك وجدت الدواب حيث كنت تتوقع وجود الآدميين، ولا بد -بطبيعة الحال- أنك ستلحظ الفارق بين مجموعة الدواب هذه وتلك، وقد تلحظه لأول وهلة، ولكنك لا تعيره اهتماما كبيرا طالما أنت ناظر إلى قضية وجود الدواب في مكان الآدميين، أما إذا ألقيت هذه القضية جانبا فسيتضخم في حسك ولا شك ذلك الفارق الشكلي, وستروح تبحث، أيهما الأولى: أن تكون جميعها سائبة أم جميعها مقيدة!
تشبيه تمثيلي لتقريب الصورة فحسب.
فمن وجهة النظر الإسلامية لا يفترق الوضع الرأسمالي كثيرا عن الوضع الشيوعي، كلاهما وضع جاهلي يحكم بغير ما أنزل الله. كلاهما ينفر نفورا تاما من إدارة شئون الحياة بمقتضى المنهج الرباني. كلاهما لا يعترف على الإطلاق بأن حق التشريع، أي: حق تقرير الحلال والحرام والحسن والقبيح والطيب والخبيث، هو حق الله وحده، إنما يقوم كلاهما على أن هذا الحق هو حق البشر وحدهم من دون الله.. ثم يختلف هؤلاء البشر فيما بينهم بعضهم يذهب إلى اليمين، وبعضهم يذهب إلى اليسار، وكلاهما يتنكب الطريق.
بعد هذه المقدمة الضرورية، التي نخلص منها بنتيجتين رئيسيتين: الأولى أن الشيوعية ليست مذهبا اقتصاديا بحتا يمكن تجريده بمفرده. إنما هي تصور شامل للكون والحياة والإنسان وقضية الألوهية ثم مذهب اقتصادي

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست