responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 324
[1]- تضخيم العامل المادي والاقتصادي:
يتبين لنا من العرض الذي عرضناه من أقوال المفكرين الشيوعيين والمؤسسين للفكر المادي إلى أي مدى يعتبر أولئك المفكرون العامل المادي والاقتصادي أساسا لكل شيء في حياة الإنسان، ويكفينا أن نعود إلى قولتي ماركس وإنجلز في هذا الشأن:
"في الإنتاج الاجتماعي الذي يزاوله الناس تراهم يقيمون علاقات محدودة لا غنى لهم عنها. وهي مستقلة عن إرادتهم. فأسلوب الإنتاج في الحياة المادية هو الذي يحدد صورة العمليات الاجتماعية والسياسية والمعنوية في الحياة ... ليس شعور الناس هو الذي يعين وجودهم، بل إن وجودهم هو الذي يعين مشاعرهم" "كارل ماركس".
"تبدأ النظرية المادية من المبدأ الآتي: وهو أن الإنتاج وما يصاحبه من تبادل المنتجات هو الأساس الذي يقوم عليه كل نظام اجتماعي، فحسب هذه النظرية نجد أن الأسباب النهائية لكافة التغيرات أو التحولات الأساسية لا يجوز البحث عنها في عقول الناس، أو في سعيهم وراء الحق والعدل الأزليين، وإنما في التغييرات التي تطرأ على أسلوب الإنتاج والتبادل" "فردريك إنجلز".
وهما قولتان واضحتا الدلالة في أن الأصل في اعتبارهم ليس هو "إنسانية" الإنسان، ولا القيم المعنوية التي ينبغي أن تقوم عليها حياته، إنما هو الوضع المادي والاقتصادي الذي يكون الناس عليه؛ لأن هذا الوضع هو الذي يحدد مشاعر الناس وأفكارهم وعقائدهم، كما يحدد نوع المؤسسات التي تقوم في حياتهم ووظيفة كل واحدة من هذه المؤسسات.
ومن خلال تفسيرهم للتاريخ البشري يتبدى مدى تعمق هذه الفكرة في تصورهم.
فالشيوعية الأولى -كما يصفونها[1]- حالة من الهدوء والاستقرار والسعادة والتعاون الأخوي، وهي كلها قيم معنوية سببها الوحيد هو عدم وجود ملكية فردية، وقيام الحياة على الملكية الجماعية أو المشاعية، وهو سبب اقتصادي بحت.
وتحول نظام الأسرة من التبعية للأم إلى التبعية للأدب، ومن ثم سيطرة الأب على الأسرة بجميع أفرادها من زوجة وأطفال، يرجع إلى سبب اقتصادي مادي بحت هو ظهور الملكية الفردية مع اكتشاف الزراعة واكتشاف الرجل أنه يمكن أن يورث أبناءه مما يملكه!

[1] سنتحدث عن الشيوعية الأولى فيما بعد.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست