responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 314
ثانيا: التفسير المادي للإنسان
بعد أن فرغنا من قضية مادية الخالق نتحدث عن قضية مادية الإنسان، وذلك لازم لنا قبل أن نناقش التفسير المادي لمختلف نواحي النشاط الإنساني ومجالات حياته، كالدين، والأسرة, والقيم المعنوية، والمبادئ الفكرية, والنظم والمؤسسات.
ولا شك أن الماديين قد تأثروا بالداروينية في تصويرها المادي الحيواني للإنسان، أو هم في الحقيقة قد استغلوا النظرية -إذ وجدوها صالحة للاستغلال- في تشويه صورة الإنسان الكريمة العالية الوضيئة المشرقة، وتصويره في صورة هابطة تخدم أغراض المخطط الشرير، إذ تحجب عن الإنسان مجالات رفعته وإشراقه، وتوحي إليه بالهبوط فيهبط، وتنطمس بصيرته فيصبح كما يريدون.
ولكن الحقيقة أن دارون نفسه -رغم نفيه الخلق المباشر للإنسان على صورته الإنسانية، وإلحاقه إياه بسلسلة التطور الحيواني- لم يهبط به إلى المستوى الذي وضعته فيه المادية الجدلية والتفسير المادي للتاريخ، وأن هذا التفسير إنما هو خطوة "تقدمية" في المخطط الهادف إلى استحمار البشرية كلها للشعب المختار!
كان الإنسان عند دارون كائنا حيا تطور عن القردة العليا مع فاصل تطوري تصوره ولم يعثر عليه فسماه الحلقة المفقودة، وهي الحلقة الوسيطة بين القرد والإنسان، كما كان الإنسان عنده متأثرا بالبيئة المادية في تطوره من الحالة القردية إلى الحالة الإنسانية؛ لأن ظروف البيئة المادية هي التي أحدثت سلسلة التطور من أول الكائن الوحيد الخلية إلى الإنسان.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست