responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 299
ضرورة اقتصادية أملتها العلاقات الرقية لذلك العصر[1].
وجاء في نفس الكتاب "ص457, 458 من الترجمة العربية":
"ومع الانتقال إلى الإقطاعية صارت الأخلاق الإقطاعية هي السائدة، فهي لا تنظر إلى القن كشيء، وإنما كإنسان من الدرك الأسفل "العظم الأسود" بينما كانت تنظر إلى ممثلي الطبقة السائدة كبشر من الصنف الممتاز "العظم الأبيض" وإلى جانب هذا فقد كانت الأخلاق الإقطاعية تخفي ظلم الإقطاعيين الوحشي للفلاحين وتقنع الشكل الإقطاعي للاستغلال، ولقد كانت تصور بنفاق كبير علاقة السيد بفلاحيه كعلاقة الأب ببنيه، يوجههم ويرعاهم ويتحمل المسئولية عنهم".
"إن دين المجتمع الإقطاعي قام بتفسير الأخلاق السائدة وبوضع الأسس لها، إذ صور مطالبها وحدودها التي تعبر في الواقع عن مصالح المستغلين كأوامر إلهية، والأخلاق الإقطاعية التي ارتكزت على الدين ساعدت على كبح جماح جماهير الفلاحين المسحوقة السوداء"[2].
أما في ظل الرأسمالية فقد حدث تقدم ظاهري يخفي المضمون الحقيقي للأخلاق الطبقية الاستغلالية.
جاء في نفس الكتاب "ص458, 459 من الترجمة العربية":
"ومع هذا فقد أحرز التقدم الاجتماعي خطوة إلى الأمام على صعيد الأخلاق، فالأيديولوجيون البرجوازيون إذ يناضلون ضد الأيديولوجية والأخلاق الإقطاعيتين، ناضلوا في سبيل حرية الفكر، وحرية النشاط من أجل تحرير الفرد من كل القيود الإقطاعية الممكنة، ولكنه مع انتصار الرأسمالية يتكشف المضمون الحقيقي لأفكار الحرية والمساواة والإنسانية البرجوازية. فالمساواة البرجوازية شكلية، وهي تخفي تبعية العامل للرأسمالي، والاستغلال الشديد الوطأة للمنتج المباشر، المقيد اقتصاديا من قبل الرأسماليين بقيود أقوى من أية قيود حديدية أخرى. إن الحرية البرجوازية هي تمتع الرأسماليين

[1] هذا الكلام صادق ولا شك, ومع أننا هنا في مجال العرض لا في مجال المناقشة فإننا نشير فقط مجرد إشارة -ضرورية في هذا الموضع- إلى أن الأخلاق التي يتحدث عنها الماديون هذا الحديث هي الأخلاق الجاهلية أي: غير المستمدة من المصدر الرباني, وهذه يصدق عليها ما يقال عنها في الغالب، ولكنهم في كلامهم لا يفرقون بين الأخلاق الجاهلية والأخلاق الربانية.
[2] هذا أيضا صحيح ولكننا نشير فقط إلى أن "الدين" الذي ارتكزت عليه الأخلاق الإقطاعية لم يكن هو الدين المنزل من عند الله، كما سبق بيان ذلك في التمهيد الأول من هذا الكتاب، إنما كان دينا جاهليا من صنع الكنيسة.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست