responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 189
يضربون عن العمل ويطالبون بخفض ساعات العمل ورفع الأجور[1] وهنا تلجأ الرأسمالية إلى "جيش العاطلين" تشغلهم بدريهمات قليلة مستغلة جوعهم وحاجتهم القاسية إلى المال، لتضغط بهم على العمال المضربين حتى يعودوا إلى أعمالهم صاغرين "ومن هنا كان تشغيل المرأة بنصف أجر، الذي بدأت منه "قضية المرأة" بادئ ذي بدء ثم استفحلت فصارت قضية مساواة كاملة في كل شي".
لذلك كان الجو من أول لحظة بين الرأسماليين والعمال هو جو العداء والصراع لا جو المودة والتراحم، فلم يكن من المتصور أن يتحرك ضميرهم بالشعور بالمسئولية تجاه أولئك "الأعداء" الذين يريدون أن ينقصوا من أرباحهم بالمطالبة بخفض ساعات العمل ورفع الأجور تارة، وبالإضراب عن العمل وتعطيله تارة أخرى!.
ولم يشعروا بهذه المسئولية عن طيب خاطر أبدا في يوم من الأيام إنما كانوا يتراجعون عن مواقعهم خطوة خطوة تحت تأثير التهديد المستمر. وكل ما قامت به الرأسمالية من ضمانات للعاطلين إنما كان تحت تهديدين عظيمين: تهديد الإضراب الذي يصيبهم بقدر من الخسائر أكبر مما يتنازلون عنه من فائض أرباحهم للعمال، وتهديد الشيوعية.
وشيئا فشيئا أخذت هذه الجاهلية تعدل مواقفها من "حق العمل" سواء على مستوى الدولة أو مستوى الرأسمالية الحرة، حتى قبلت أخيرا مبدأ المسئولية وإن لم تقم به كاملا إلى هذه اللحظة.
وثمة صعوبة أخرى تقف أمام حق العمل الشامل في الرأسمالية هو أن الأعمال -بالطريقة التي تقوم بها الرأسمالية- لا تتسع لكل الأيدي الراغبة في العمل أو القادرة عليه، خاصة وأن التقدم "التكنولوجي" يزيد باستمرار من قدرة الآلة على الإنتاج ويخفض من عدد الأيدي اللازمة لإدارتها، فتحدث زيادة مستمرة في الأيدي العاملة عن الحجم الذي يحتاج العمل إليه، وتتعقد المشكلة باستمرار[2].
ومهما يكن من أمر فقد قامت الديمقراطية التي تمثل في الواقع محاولة

[1] ما زالوا يطالبون إلى هذه اللحظة.
[2] من الحلول التي قامت بها بعض الدول المتقدمة صناعيا منح يومين عطلة بأجر بدلا من يوم واحد في الأسبوع مع التخفيض المتزايد في ساعات العمل.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست