responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 112
ويجب -لكى نفهم اللعبة كاملة- أن نتذكر كيف كان إحساس أوروبا بالجنس لنعلم رد الفعل الأوروبي حين يقول لهم فرويد إن الدين نابع من الجنس!
كان الجنس في حسن أوروبا أمرا مستقذرا إلى أقصى حد، بسبب تزمت الكنيسة في تفسير تعاليم السيد المسيح، وبسبب الدعوة إلى الرهبانية. وكانت أعلى درجات التقى والورع تتمثل -ابتداء- في الابتعاد عن الجنس، المباح منه وغير المباح، وذلك أبرز ما في الرهبانية. ويصل الأمر في حسهم إلى اعتبار المرأة في ذاتها دنسا لا يجوز أن يمس، إلى حد أن واحدا من كتابهم ينصح الناس فيقول: إذا لقيت امرأة في الطريق فلا تسلم عليها ولو كانت أمك!
وفي هذا الجو يجيء "العالم النفساني الكبير! " فيقول: إن الدين نابع من الجنس! فأي هوة مستقذرة يهبط فيها الدين من عليائه؟!
وهب أن الناس جميعا لم يصدقوا فرويد في ادعاءاته "العلمية! " "وإن كانت دعاية اليهود له وترويجهم المدبر لآرائه[1] قد جعل بعض الناس يصدقون، بل يتحمسون في التصديق! " فإن شيئا ما يحدث في النفس من قراءة فرويد هو -على الأقل- إزالة القداسة عن الدين!
إنما تأتي قداسة الدين في النفوس من أنه شيء منزل من عند الله، وأنه هو الصلة بين القلب البشري والإله المعبود، تلك الصلة العلوية التي ترفع النفس إلى الآفاق العليا، وتطلق الأرواح ترفرف في عالم النور.
فإذا جاء "عالم" يقول، ويظل يلح في القول، وتظل الدعاية تلح على قوله: إن الدين أمر أرضي بحت، ومصنوع في داخل النفس لا علاقة له بالله ولا برفرفة الأرواح في الآفاق العليا.. وأكثر من ذلك أنه "معجون" بماء الجنس المستقذر يومئذ في حس الناس.. فهل تتوقع أن تبقى للدين قداسة في النفوس؟!
يقول "يونج Jung" أحد تلميذي فرويد المقربين "والآخر هو أدلر Adler" في كتاب سماه "ذكرياتي عن فرويد Memorials of Fruesd" صدر في الستينات: "لقد قال لى فرويد إننا ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية: We nust abolish all dogmas" وقال لى: ينبغي أن نجعل من الجنس عقيدة We must make ser a dogma".

[1] انظر البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست