responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 78
المثلى للإنسان، منفردًا ومجتمعًا، وعاملًا لروحه أو عاملًا لجسده، وناظرًا إلى دنياه أو ناظرًا إلى آخرته، ومسالمًا ومحاربًا، ومعطيًا حق نفسه أو معطيًا حق حاكمه وحكومته، وليس يقبل -في منطق هذه العقيدة- أن يطلب الإنسان الدنيا ويغفل عن الآخرة، كما لا يقبل منه كذلك أن يكون سلبيًا تجاه الحياة، وما تقتضيه من عمل وجد وجهاد، بدعوى السمو بالروح وطلب الآخرة، وليس مقبولًا أصلًا -بمنطق هذه العقيدة- أن يصحب الإنسان إسلامه في حالة، ويدعه في حالة أخرى؛ فالعقيدة بالنسبة للمسلم روحه الحية الدائمة، المتحركة في وجدانه وسلوكه وعمله، في جميع حالاته وجميع حالاتها؛ سواء تفرد وحده أو جمعته بالناس أواصر الاجتماع.
إن شمول العقيدة في ظواهرها الفردية، وظواهرها الاجتماعية هو المزية الخاصة في العقيدة الإسلامية، وهو المزية التي توحي إلى الإنسان أنه "كلُّ" شامل؛ فيستريح من فصام العقائد التي تشطر السريرة شطرين، ثم تعيا بالجمع بين الشطرين على وفاق.
وكما لا يقبل أن ينقسم الإنسان قسمين بين الدنيا والآخرة، أو بين الجسد والروح، أو بين خصائصه الفردية ونزعاته الاجتماعية؛ لأن في هذا الانقسام فصامًا يشق على النفس احتماله، ويدفع الإنسان إلى الحيرة والقلق والاضطراب؛ فكذلك لا بد له إزاء هذا الشقاء من عقيدة تشفيه من آفات هذا الفصام الذي يباعد المسافة بين الروح والجسد، والدنيا والآخرة، والفرد والجماعة. ولن يجد الإنسان هذا الشفاء إلا في عقيدة الإسلام وحدها التي تعصمه من الحيرة والانقسام، ولا تشطر سريرته وحياته أشطارًا مختلفة؛ بل تقيم نفسه ووجوده على ركيزة الوحدة الكاملة في أمر وجدانه وعمله ودنياه وآخرته، ووحدته واجتماعه[1].

[1] انظر "الإسلام في القرن العشرين": عباس محمود العقاد ص27/ 33.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست