نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 292
المتصدية للهدى، المتحدية للحق، المتحكمة في رقاب العباد، بأوضاعها الجائرة وسلطانها الفاسد وعقائدها الباطلة ونُظُمِهَا المنحرفة.
من أجل هذا كان واجب المسلمين الذين يفرض عليهم دينهم الجهاد في سبيل الله أن يعدوا العدة لأعدائهم بكل ما في طاقتهم من القوة على اختلاف أشكالها وصورها، وتعدد صنوفها وأسبابها، بحيث تكون تحت أيديهم القوة التي تلقي الرعب، وتزرع الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائهم، الذين بدت عداوتهم، واتضحت أهدافهم الخبيثة في كراهيتهم للمسلمين وتبييت الشر لهم، وصد الناس عن دينهم، كما ترهب أولئك الذين يضمرون العداء وإن لم يجاهروا به، ويبيّتون الشر في الخفاء وإن لم تمتد أيديهم به، هؤلاء الذين يعملون في الخفاء فلا يعلم المسلمون حقيقة أمرهم، ولكن الله يعلم سرائرهم وحقائقهم.
وحين تكون للمسلمين هذه القوة وهذا الإعداد تقع الرهبة في قلوب أعداء الإسلام على اختلاف أنواعهم، وتعدد وسائلهم فلا يتاح لهم أن يتحركوا بالعدوان ولا يستطيعون أن يقفوا في وجه الدعوة الهادية، أو يحولوا بين الناس وبين الإقبال على دين الله، كما تردعهم هذه القوة عن الظلم والطغيان، وتمنعهم من إقامة العقبات في وجه رسالة الحق وإنقاذ الإنسان، وفي ذلك يقول عز وجل:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} [1].
7- إن الجهاد في الإسلام هو ذروة سنامه، فبه يتم إقرار الحق في نصابه، [1] الأنفال: "60".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 292