responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 248
يبين لنا "أن أساس المجتمع الفاضل عقيدة صالحة، ترفع عن العقول لوثة الوثنية، وانحراف التفكير، وضلال العبادة، وتطهر المجتمع من الزيغ وعبادة الأصنام، وتدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد، المستحق للعبادة، والمتفرد بها، وأنه هو الخالق القادر، ليس له كفء ولا مثيل، ولم يلد ولم يولد، وهو الهادي إلى سواء السبيل"[1].
قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [2].
إن هذه العقيدة التي تقرر بأن الدين هو موجة الحياة، وأن الحاكمية فيه لله رب العالمين؛ إذ إن معنى الألوهية لله أن تكون الحاكمية له، فلا أحبار ولا رهبان، يشرعون للناس ما لم يأذن به الله، ولا سيادة للشعب، وإنما هي لله سبحانه وتعالى، والشعب له السلطان في اختيار من ينفذ شرع الله، ولا طبقة تَحْكُم وطبقة تُحْكَم، ولا شخصيات مقدسة فوق القانون، ولا محاكم تختص بطبقة من الحكام دون آخرين، ولا تشريعات تفرق بين جنس وجنس، ولون ولون. والقادة والأحزاب والحكام والشعوب، كلها تخضع للنظام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى. ولا يعني هذا تحجر النظم والتشريعات، ولا تقييد البشرية والتضييق عليها، وإنما يعني هذا أن يكون الأساس الذي يقوم عليه التشريع، والأرضية التي ينبثق عنها الحكم، أرضية ثابتة لا تضل، هي من عند الله الخبير العليم، الذي يعلم البشر واتجاهاتهم ودخائل نفوسهم، فوضع لهم الأسس التي تنظم حياتهم، وترك لهم

[1] محمد أبو زهرة: "المجتمع الإسلامي في ظل الإسلام" ص17.
[2] سورة الإخلاص.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست