responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 194
لوزارة الخارجية البريطانية ومن كبار محرري دائرة المعارف الإسلامية -فقد جاء في مقدمته للكتاب الذي أصدرته جماعة من المستشرقين المختلفي الأجناس بعنوان: "إلى أين يتجه الإسلام؟ Whither Islam" قوله: "إن مشكلة الإسلام -بالقياس إلى الأوروبيين- لسيت مشكلة أكاديمية خالصة فحسب، فإن لتعاليم الدين الإسلامي من السيطرة على المسلمين في كل تصرفاتهم ما يجعل لها مكانًا بارزًا في أي تخطيط لاتجاهات العالم الإسلامي، فالإسلام ليس مجرد مجموعة من القوانين الدينية، ولكنه حضارة كاملة"[1].
ويقرر "جيب" بعد ذلك أن هذه السيطرة لتعاليم الإسلام على تصرفات المسلمين لم تظل دائمًا في العصر الحديث وثيقة الصلة بالأصول الدينية، بل يسجل بكثير من التأكيد أن تأثير المسلمين بمفاهيم الغرب قد أصبح ظاهرة واضحة الدلالة على ما اعترى المفاهيم الإسلامية الأصيلة من تحول، فهو يقول:
"إنه قد يبدو للنظرة الأولى أن الجمهرة العظمى من المسلمين لم تتأثر بمؤثرات دينية أوروبية، وأن التفكير الديني الإسلامي قد ظل وثيق الصلة بأصوله الدينية التقليدية، ولكن ذلك ليس هو الحقيقة كلها، فالواقع أن التعاليم الدينية ومظاهرها عند أشد المسلمين محافظة على الدين وتمسكًا به قد أخذت في التحول ببطء خلال القرن الماضي"[2].
ويرى "جيب" أن تأثر المسلمين بالأمور الشكلية والمظاهر الخارجية التي تأخذ لديهم طابع "التجديد" أمر ثانوي لا قيمة له، إذا لم يبلغ حد التغلغل التام والتفاعل الوثيق مع كيان المسلمين الجديد، بحيث لا يقتصر تحول المفاهيم الإسلامية الجديدة -بتأثير الفكر الغربي- على الاقتراب من الموازين المسيحية الغربية، بل يمتزج بها امتزاجًا تامًّا يبلغ حد الذوبان الكامل فيها، وأخذ صورتها

[1] انظر: "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" تأليف: الدكتور محمد محمد حسين ج2 ص212.
[2] انظر: المرجع السابق ص213.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست