responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 180
الأخرى في إفريقية وآسيا.. فإنهم كانوا يرون أن التعليم العالي لا يقل أهمية عن سائر درجات التعليم؛ لأنه يساعدهم على الوصول إلى الطبقات المثقفة لنشر آرائهم ومفاهيمهم بين هذه الطبقات حتى تتسرب بواسطتهم إلى جميع أفراد المجتمع الإسلامي.
وعلى هذا الأساس أنشأ المبشرون البروتستانت كلية في بيروت عام 1862 وأطلقوا عليها "الكلية السورية الإنجيلية"التي أصبحت اليوم "الجامعة الأميركية" في بيروت. ولم يكتفوا ببيروت، بل أرادوا أن يكون ثمة كلية في القاهرة إلى جانب الجامع الأزهر كما أنشئوا كلية "روبرت" في "استانبول"، وأنشأ الفرنسيون كلية لهم في مدينة "لاهور"[1].
5- يجدر بنا -نحن المسلمين- أن نعي أبعاد قضيتنا الثقافية في هذا المعترك الكبير.. فهي قضية وجودنا كله، قضية ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، قضية بقائنا أو فنائنا.. وإن أخطر ما نواجهه بصددها: الغفلة عنها، والجهل بها، والتغاضي عن الأخطار المحدقة بها، والتواني عن العمل لها والعناية بها، وترك زمام أمورنا للأيدي الغريبة العدوة ما بين يهودية وصليبية وملحدة -لتفسد العقول وتلوث الضمائر، وتحطم الأخلاق، وتصوغ الأجيال صياغة ضالة منحرفة، تقطع صلتها بعقيدتها وتاريخها وتراثها، ومقوماتها الأصيلة كلها، وتحقق حلمها القديم الذي كانت الحروب الصليبية تعبيرًا صارخًا داميًا له، ثم كان الاستعمار في العصر الحديث صورة تعبيره الآخر الذي اتخذ أشكالاً كثيرة وضم وسائل متعددة.. وإذا تركنا -جانبًا- احتلال الأرض، واستغلال الخيرات، ونهب الثروات، والسيطرة على الإدارة الوطنية في البلاد المحتلة، ونشر الفتن، وإثارة الخلاف، وإشاعة الانقسام بين المسلمين، وتمزيق عرى الوحدة فيما بينهم.

[1] انظر المرجع السابق ص77-80.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست