responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 115
لم يكن موكب الهداية يعبأ بما كان يلقى من أعدائه من عنت وشدة وعدوان، ولم يتح أي فرد في هذا الموكب الطاهر العظيم لهؤلاء الأعداء فرصة النيل من دعوته بموقف ضعف أو مهانة واستخذاء، وكانت قوة الإيمان هي تلك الدرع التي تنبو عنها الضربات مهما اشتدت.. بل لقد جعلت الأعداء على مثل اليقين أن معركتهم خاسرة وإن كانوا يملكون من القوى المادية ما يجعلهم أكثر تفوقًا ورجحانًا.. ولكن قوة الإيمان كانت تؤذن الباطل بنهايته، وتنذره باندحاره. فهي -في ميزان القوى- القوة الكبرى التي لا تعرف الهزيمة والضعف والاستسلام ومن شأنها إذا امتلأت بها القلوب وتحركت بها العزائم، أن تلجئ الأعداء إلى الانكفاء والضمور.. فالإيمان في مدِّه الكبير هو وحده صانع البطولات.
2- ثم إن المعركة بين دعوة الإسلام والزائغين عنها المقاومين لها هي معركة دائمة الاحتدام، عنيفة الصراع، مشبوبة الأوار تجري اليوم -كما جرت من قبل- على جبهة واسعة عريضة، والأعداء فيها أصناف شتى، ولهم في الوصول إلى أهدافهم المعادية وسائل متنوعة متعددة، وهم على اختلاف أشكالهم وتعدد أسلحتهم دائبون في الحرب المكشوفة والمستورة، بمكر ودس وتآمر وتصادم، يرمون بحقد ولؤم إلى تحطيم هذه الدعوة، وتمزيق وحدة المسلمين، وصد الناس عن اتباع الهدى، ووقف التيار المشرق الزاخر بالإيمان عن أن يبلغ أهدافه الطيبة الكريمة في حياة البشر.
لقد كانوا يعلمون -من قبل- على ما بينهم من تنافر وخلاف إلى غاية واحدة: وهي القضاء على الإسلام، واستئصال شأفة المسلمين، فقد واجه المشركون -مثلاً- دعوة الإسلام بالإعراض والتحدي

نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست