responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 47
من ذلك التقاعس الذي استمر أكثر من قرنين من الزمان، تمكن العدو فيهما من الأمر، وجثم على صدر الأمة لا يريد أن يتحرك.
وإذا كان الجيل الأول، وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوحي يتنزل عليهم، قد بذلوا جهداً غير عادي لإزالة الغربة الأولى للإسلام. فنحن - وليس فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشخصه، ولا يوجه الوحي خطانا توجيهاً مباشراً كالجيل الأول - أحوج إلى بذل أقصى غاية الجهد، مستعينين بالله العلي العظيم، الرءوف الحليم، أن يبارك جهدنا ويسدد خطانا، ويكتب على أيدينا إزالة الغربة الثانية.
وأشد المجالات حاجة إلى بذل الجهد هو بناء القاعدة، ولكن الذي نراه اليوم من عثرات في العمل الإسلامي دليل لا يخطئ على أننا تعجلنا الخطى، ولم نعط قضية التربية ما تستحقه من الجهد، بل لم ندرك في بعض الأحيان أن هذا الأمر أو ذاك محتاج إلى تربية وإعداد!
* * *
هل اتسعت القاعدة إلى الحد المعقول، الذي يتناسب ما هو مطلوب منها في الجولة الحالية؟!
فأما إن قصدنا القاعدة الجماهيرية، فقد اتسعت ولا شك من خلال عمل الدعوة الدائب، ما يزيد على نصف قرن، ومن خلال الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الدعوة، ومن خلال حماقات الجاهلية في إراقة الدماء والسجن والتشريد والتعذيب للمسلمين، وتلك سنة ربانية يغفل عنها الطغاة دائماً: أن الدعوة التي يقدم لها الدم لا تموت! والطغاة يحسبون أنهم إن أكثروا من إراقة الدماء، والسجن والتشريد والتعذيب، فسيقضون على الدعوة، ويجعلون هذا تحدياً قائماً أمامهم لا بد أن ينتصروا فيه، فيكون هذا ذاته هو قدر الله لتمحيص المؤمنين، ومحق الكافرين في نهاية المطاف: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} (آل عمران: 139-141) .

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست