responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 182
وعلى الرغم من فتح أبواب كل شيء عليهم فإنهم يعيشون في الضنك الذي توعد الله به المعرضين عن ذكره.
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه:124) .
والضنك الذي يعيشه الغرب - المفتوح عليه أبواب كل شيء من أسباب التمكين المادي - يتمثل الآن في القلق والجنون والانتحار، والأمراض النفسية والعصبية، والخمر والمخدرات والجريمة، والإيدز، وما قد يجد من الأمراض التي لم تكن موجودة من قبل، أو لم تكن تأخذ صورة الوباء كما هي اليوم، وفي الأزمات التي تحيط بالعالم كله سواء كانت أزمات اقتصادية أو سياسية أو حربية أو فكرية أو خلاف ذلك؛ وذلك لأن باب البركة وباب الطمأنينة ليسا من الأبواب التي تفتح للكفار حين ينسون ما ذكروا به، لأنها خاصة بالمؤمنين، يتفضل بها الله عليهم في الحياة الدنيا، فضلاً عن نعيم الآخرة: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} (الأعراف:96) . {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} (الرعد: 28-29) .
وخلاصة القول: إن الغرب اليوم يملك كل وسائل القوة المادية، ولكنه لا يملك القدرة على الاستمرار، لأنه خاو من العوامل التي يكتب الله لأصحابها الاستمرار، وهي الإيمان بالله واليوم الآخر، وعمل الصالحات.
ولا شك أن لديهم أعمالاً صالحة، كالخدمات الطبية، وتيسير سبل الحياة بما يوفر جزءاً من المشقة التي يكابدها الإنسان في الأرض، ولم تخل جاهلية من جاهليات التاريخ من أعمال صالحة يقوم بها بعض أفرادها، ولكن ذلك لا يمنع عنها صفة الجاهلية من جهة، لأن هذه لا تزول عن الإنسان إلا إذا آمن بالله واليوم الآخر واتبع ما أنزل الله. ومن جهة أخرى فإن تلك النقط البيضاء المتناثرة في الثوب الأسود الممتلئ بالشر، لا تغني عن أصحابها شيئاً، ولا تمنع عنهم الدمار الذي تقرره السنن الربانية لهم مهما طال الإملاء لهم.

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست