responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 177
يعتبرهم الناس من أهل الذكر الذين يرجع إليهم، فراحوا ينفون الوقوع في الشرك عن الواقعين فيه بحرارة وبضراوة، ويمنحونهم شهادات موثقة بالإيمان! ويهونون في حس الناس هذا الجرم الهائل في حق الله، وهو الإعراض عن شريعته، وتحكيم الشرائع الجاهلية بدلا منها، على أنه مجرد معصية لا تستحق حتى أن يشار إليها بالإنكار! ولقد كان الأحرى أن تأخذ القضية مسيرة أطول على الخط التعليمي، تبدأ بالقاعدة ثم - على مهل- تتوسع بتوسع القاعدة، دون الدخول في معركة مع ((الجماهير)) .
* * *
ثم تشرذم العمل الإسلامي لأسباب متعددة. منها غياب قيادة كبيرة تضم العمل الإسلامي وتوحده، أو في القليل تقرب بين مختلف اتجاهاته، ووجوده قيادات صغيرة، كل منها يعتد بنفسه ورأيه، ويرى أنه وحده على صواب والكل غير مخطئون.
ومنها أن كثيراً من الشباب القائم بالدعوة لم ينشأ في داخل تجمع يربى فيه روح الإخوة وترابطها، إنما تنشأ على ترابط فكري هش، يسهل فسخه عند وقوع أي خلاف في التفسير أو التأويل أو الفهم، فسرعان ما تنقسم الجماعات، وينقلب بعضها على بعض.
ومنها نقص في العلم الشرعي الذي يشكل الضوابط الضرورية للفكر وللسلوك.
ومنها بطبيعة الحال، العمل الدائب من الأجهزة المعادية للإسلام، لتعميق الخلافات وتقطيع الروابط بين الناس.
هل يرجى لهذا الحال إصلاح؟ هل يرجى من الذين تعجلوا في شتى الاتجاهات أن يراجعوا المسيرة، ويصححوا ما وقعوا فيه من أخطاء، ويبدءوا من جديد على هدى من المنهج النبوي السديد؟
إن ما وقع بالفعل هو قدر من أقدار الله. ولكنا تعلمنا من كتاب الله وسنة

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست