responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 162
يتضمنه العمل من بذل الجهد وتحمل المشقة وتحمل المسئولية، والالتزام والانضباط؟!
لو كان هذا ممكناً فلماذا لم يحدث بالفعل، ونحن ما قصرنا في إلقاء المواعظ في كل يوم جمعة، وفي مناسبات إثر مناسبات، وفي الإذاعة وفي التلفاز؟
وهل يصلح - وحده - لإخراج من غرق في الصوفية، وفي التبرك بالأضرحة والعتبات، والاعتقاد بقدرة الأولياء على كشف الغيب، وعمل المعجزات التي يسمونها كرامات؟ هل يصلح وحده لإخراج هؤلاء مما غرقوا فيه من انحرافات؟!
وهل يصلح لتغيير ما درج الناس عليه من الفوضى التي تكره النظام، والعفوية التي تكره التخطيط، وقصر النفس الذي يشتعل بسرعة وينطفئ بسرعة؟
وهل يصلح لتغيير ما درج عليه الموظفون من إهمال الأعمال والتسويف في إنجازها، واستحلال الراتب على مجرد الحضور في الميعاد أو بعد الميعاد، والانصراف في الميعاد أو قبل الميعاد؟ وتغيير ما درج عليه العمال من الغبش والتدليس في العمل، وعدم الإخلاص في أدائه ما لم يكن عليهم رقيب عتيد يحصى عليهم أعمالهم، مع استحلال الأجر المقدر للعمل الكامل الذي لا نقص فيه؟ وتغيير ما درج عليه الناس من خلف الوعد وعدم التقيد به، وعدم الشعور بالتأثم من إخلافه لا لبضع دقائق ولكن أحياناً لبضع ساعات أو بضعة أيام أو بضعة أسابيع؟ وأحياناً إلى نهاية الحياة!
وهل.. وهل.. وهل..؟!
يقول الوعاظ: وماذا نملك غير الوعظ؟ نحن نقوم بواجبنا، وإنك لا تهدي من أحببت، والهداية من الله!
الهداية من الله نعم! ولكن الله وضع منهجاً للدعوة، قوامه القدوة والتربية، ومن وسائله الوعظ مع القدوة والتربية، وعندئذ تعطي الموعظة ثمارها بإذن الله.
ولا نقول مع ذلك إن الموعظة وحدها لا تؤتي ثمارها أبداً، حاشا لله! وإنما نقول إنها وحدها إن صلحت في أحوال نادرة في إصلاح أفراد، فإنها لا تصلح لإصلاح

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست