responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 115
في عالم التجارة والصناعة يعلم الناس أن البضاعة المعدة للاستخدام المحلي غير البضاعة المعدة للتصدير، الأولى يمكن أن تكون على النحو الذي يؤدي الغرض بصورة من الصور، أما الأخرى فيجب أن تكون متقنة الصنع، إلى الحد الذي يجعلها تفرض نفسها على السوق، وتطرد ما دونها مما لا يرقى إلى مستواها. فإذا كان هذا لازماً بالنسبة للتجارة المادية الأرضية، فهو أولى بالنسبة للتجارة العليا التي قال الله عنها: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الصف:10-11) .
كان المطلوب لهداية البشرية جماعة فذة، فائقة التكوين، تشهد بسلوكها الواقعي لهذا الدين، أنه الدين الحق، وأنه الدين الذي يجب اتباعه، وأن كل شيء غيره لا يداينه، ولا يصلح بديلاً عنه.
كان المطلوب إيجاد نسق من البشر يواجه الجاهلية بأكملها، لا ليقف إزاءها فحسب، ولكن ليستعلي عليها، وينقض بنيانها، وينشئ بناءً جديداً في مكانها، يقوم على الأسس الصحيحة التي يقوم عليها بناء سليم. وهذا هو الذي تم بالفعل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم تكن المواجهة مع الجاهلية العربية وحدها، وإن كانت هذه بحكم الواقع هي أول جاهلية واجهتها الدعوة في منطلقها الأول. إنما كانت الأرض كلها تعيش في جاهلية سواء كانوا من الوثنيين، عباد النار وعباد الجن وعباد الأصنام وعباد الأفلاك وعباد الطواغيت، أو كانوا أهل دين سماوي وقع فيه التحريف والتبديل.
وفي مواجهة كل أولئك كان الدين الجديد، وكان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكانت الجماعة التي يقوم بتربيتها.
هل كان مجرد إنشاء جماعة مسلمة تعبد الله على استقامة كافياً لمواجهة هذا كله؟ فضلاً عن تغييره، فضلاً عن إقامة الدين الصحيح في مكانه؟ ‌

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست