responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 113
ثم اتسعت رويداً رويداً مقتضيات لا إله إلا الله، فشملت جوانب جديدة من النفس والحياة لم تكن داخلة فيها من قبل، أنزلها العزيز العليم بعلمه وحكمته في وقتها المقدر عنده، وصار الالتزام بها واجباً، ولم تعد المقتضيات الأولى وحدها تحقق الإيمان.
يقول الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (157 - 224هـ) في كتاب ((الإيمان)) [1] ص54 وما بعدها.
((وإنا رددنا الأمر إلى ما ابتعث الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، [2] وأنزل به كتابه، فوجدناه قد جعل بدء الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة عشر سنين أو بضع عشرة سنة يدعو إلى هذه الشهادة خاصة وليس الإيمان المفترض على العباد يومئذ سواها، فمن أجاب إليها كان مؤمناً، لا يلزمه اسم في الدين غيره، وليس يجب عليه زكاة ولا صيام ولا غير ذلك من شرائع الدين. وإنما كان هذا التخفيف عن الناس يومئذ فيما يرويه العلماء رحمة من الله لعباده ورفقا بهم، لأنهم كانوا حديث عهد بجاهلية وجفائها، ولو حملهم الفرائض كلها معاً نفرت منه قلوبهم، فجعل ذلك الإقرار بالألسن وحدها هو الإيمان المفترض على الناس يومئذ، فكانوا على ذلك إقامتهم بمكة كلها، وبضعة عشر شهرا بالمدينة بعد الهجرة، فلما أناب الناس إلى الإسلام وحسنت فيه رغبتهم، زادهم الله في إيمانهم أن صرف الصلاة إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت القدس. فلو أنهم عند تحويل القبلة إلى الكعبة أبو أن يصلوا إليها وتمسكوا بذلك الإيمان الذي لزمهم اسمه، والقبلة التي كانوا عليها لم يكن ذلك مغنيا عنهم شيئا ولكان فيه نقض
لإقرارهم، لأن الطاعة الأولى ليست بأحق باسم الإيمان من الطاعة الثابتة. فلما أجابوا الله ورسوله إلى قبول الصلاة كإجابتهم إلى الإقرار، صارا جميعاً معاً هما يومئذ الإيمان، إذا أضيفت الصلاة إلى الإقرار. فلبثوا بذلك برهة من دهرهم، فلما أن داروا إلى الصلاة مسارعة، وانشرحت لها صدورهم، أنزل الله فرض الزكاة في إيمانهم إلى ما قبلها فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (البقرة

[1] حققه محمد ناصر الألباني - طبع دار الأرقام بالكويت، 14.5هـ
[2] كذا في الأصل كما قال المحقق.
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست