responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 104
سبحانه؟ ألمجرد الذكر؟ ألمجرد التفكر؟ ألمجرد التدبر؟ ألمجرد الضراعة؟ وكلها مطلوبة من المؤمن الصادق الإيمان: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} (آل عمران: 195) .
هنا الدرس التربوي في هذه الآيات التي بدأت بهذا الوصف الرائع الذي وصف به الله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} . إنه الذكر الذي يؤدي إلى العمل المشهود في واقع الأرض. هاجروا وأخرجوا من ديارهم، وأوذوا في سبيل الله فصبروا، وقاتلوا وقتلوا. فاستجاب لهم ربهم.
وعلى هذا الذكر ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، بالقدوة أولاً في شخصه الكريم، ثم بمواعظه وتوجيهاته، ومتابعته المستمرة وعنايته ورعايته، حتى صاروا إلى تلك القمم البشرية التي لا مثيل لها في التاريخ.
* * *
والآن فلننظر ماذا كان يريد صلى الله عليه وسلم، وإلى أي شيء كان يهدف من بذل الجهد الجبار الذي بذله في تربية أولئك الأصحاب. ألمجرد أن يكونوا حواريين له صلى الله عليه وسلم؟ ألمجرد أن يكونوا مؤمنين صادقي الإيمان؟ إنه هدف نبيل ولا شك، ويستحق أن يبذل فيه الجهد، ولكن‌هـ أكل هذا الجهد؟
لقد كان جزء من هذا الجهد يكفي لتحقيق هذا الهدف على أحسن صورة يرغب فيها رسوله‌ كان يكفي جهد كالذي بذله عيسى ابن مريم عليه السلام في تربية حوارييه الذين التفوا حوله، وأخلصوا له، ونشروا دينه من بعده، وكانوا مثلاً في الرأفة والرحمة والزهد ونظافة الأخلاق: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ} (الحديد: 27) . ولكن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد مجرد أن يربي جماعة من المؤمنين، ككل المؤمنين الذين رباهم الرسل من قبله،

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست