responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 101
«سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كان خلقه القرآن» [1] .
وعلى هذا النحو نفهم قوله تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النور: 54) . وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44) . فليس البلاغ مجرد أن يقول الرسول للناس: إن ربكم يقول لكم كذا وكذا. وليس البيان محاضرة ولا درساً نظرياً يلقيه الرسول على الناس. وإن كان البلاغ بهذا المعنى، والبيان بهذا المعنى مطلوبين من أجل إعلام الناس بما لا يعلمونه من أمور الدين. أما تحويل هذا العلم إلى واقع نفسي، يتحول بدوره إلى واقع عملي، فأمر آخر يحتاج أن يبلغ الرسول للناس كلام ربهم مترجماً إلى الواقع، مشروحاً في عمل، حتى يقتدي الناس به، ويتعلموا في درس عملي كيف يقومون بتنفيذه، وفى ذلك درس للدعاة، نعود إلى تفصيله فيما بعد.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الذكر لله، يعيش حياته كلها في معية الله، لا يغفل قلبه عن ذكره، ولا يفتر عنه لسانه، أدبه ربه فأحسن تأديبه، ومنحه من الطاقة ما يطيق به هذه الصلة الدائمة بالله. وإنها بالنسبة للبشر لجهد جاهد.
ما يطيق البشر حتى الصحابة رضوان الله عليهم أن يقضوا حياتهم كلها على ذلك المستوى السامق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلته الدائمة بالله، وذكره الدائم له سبحانه وتعالى في جميع الأحوال واللحظات.
فتلك خصيصة خص الله بها الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، وخص منها سيد الرسل صلى الله عليه وسلم بالنصيب الأوفى، أما الصحابة رضوان الله عليهم، وهم خير البشر بعد الرسل، فقد شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم حين يكونون معه يكونون على حال، وإذا فارقوه كانوا على حال آخر غير حالهم وهم معه، فقال «والذي نفسي بيده أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» [2] .

[1] أخرجه أحمد.
[2] رواه مسلم والترمذي وأحمد وابن ماجة.
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست